حملة الموز التي بات يتداولها سوريون بشكل واسع وكيف تحولت إلى قضية سيادة دولة، تداخلت فيها أحزاب سياسية وأدت إلى اعتقال سبعة لاجئين سوريين في تركيا مع إمكانية ترحيلهم إلى بلدهم الذي دمرته الحرب

الموز والسوريون في تركيا: كيف تحولت فيديوهات ساخرة إلى أزمة سياسية تسببت بترحيل لاجئين,وهذا ما أثار غضبا تركيا واسعا أدى إلى رفع شكوى رسمية جنائية من “حزب النصر الجديد” التركي المعادي للاجئين بحق صناع محتوى سوريين، بتهمة “إهانة الشعب والعلم التركي”.ما قصة “حملة الموز” التي بات يتداولها سوريون بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ وكيف تحولت إلى قضية سيادة دولة، تداخلت فيها أحزاب سياسية وأدت إلى اعتقال سبعة لاجئين سوريين في تركيا مع إمكانية ترحيلهم إلى بلدهم الذي دمرته الحرب؟بدأت القصة منذ أسبوع بعد تداول مقطع فيديو من مقابلة، يسأل فيها المذيع مجموعة أشخاص، سوريين وأتراك، عن وضع البلاد الاقتصادي وعن دور اللاجئين.في المقابلة، يتبادل الأشخاص على الهواء آراء متضاربة، تدافع فيها فتاة سورية عن اللاجئين، وهي تتحدث بالتركية، وتقول إنهم يعملون بجد ويكسبون رزقهم بعملهم. وفي المقابل، يقول أتراك إن السوريين والأفغان يستحوذون على فرص العمل.وفي حين تعتبر تلك الآراء والاتهامات مكررة وليست المرة الأولى التي تذكر بأي دولة تستقبل لاجئين، إلا أن رجلا تركيا أضاف في المقابلة: “أرى السوريين في الأسواق الشعبية يشترون الموز بالكيلوغرامات، وأنا بنفسي لا استطيع تحمل كلفة الموز”.وكانت هذه العبارة التي أدت إلى انتشار مقطع الفيديو بشكل واسع جدا عبر مواقع التواصل، وتسببت بحملة جدل كبيرة بين السوريين المقيمين في تركيا، إذ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنواعا متعددة من الصور الساخرة، كلها مرتبطة بالموز وتناولهم للموز.وفي حين كانت الصور المتداولة في البداية مجرد دعابات غير مؤذية، إلا أن وقعها وصل إلى الفضاء الإلكتروني التركي، خاصة بعد الانتشار الواسع عبر تيك توك ومشاركة صورة للعلم التركي، استُبدِل فيها الهلال التركي بموزة.وهذا ما أثار غضبا تركيا واسعا أدى إلى رفع شكوى رسمية جنائية من “حزب النصر الجديد” التركي المعادي للاجئين بحق صناع محتوى سوريين، بتهمة “إهانة الشعب والعلم التركي”.ورأى أتراك أن هذه الفيديوهات “تسخر من الضائقة الاقتصادية للمواطنين الأتراك” في مواجهة التضخّم وتراجع قيمة العملة الوطنية.ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ اعتقلت الشرطة التركية الخميس 7 مواطنين سوريين شاركوا فيديوهات عن “الموز”، بتهمة “تحريض الناس على الكراهية والإذلال”.وأضافت دائرة الهجرة التركية أنها ستقوم بترحيلهم بعد إتمام الإجراءات القانونية اللازمة.وأضاف بيان دائرة الهجرة الرسمي أن العمل لا يزال جاريا “للكشف عن جميع أبعاد هذه الحملة الاستفزازية وسيواجه جميع المشاركين بها الإجراءات القضائية اللازمة”.وتداول سياسيون أتراك مجموعة من فيديوهات السخرية المنتشرة، قائلين إن السوريين “لا يحترمون ولا يظهرون الامتنان إلى البلد الذي أنفق عليهم ملايين الدولارات، وحوله الرئيس أردوغان إلى مخيم لاجئين”، ومن أبرزهم القيادية في الحزب الجيد إيلاي أكسوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.