حكايتي مع خاتمي قصة حقيقية وليست من نسج الخيال

منوع – مروان مجيد الشيخ عيسى 

لطالما جذب الذهب أو الفضة انتباه البشرية ويعتبر موردا اقتصاديا للناس. جميع الرجال والنساء يستخدمون الذهب أو الفضة. في الماضي ، كانت إحدى الحلي التي جذبت الكثير من الاهتمام هي الخاتم ، ويعود تاريخ الخاتم إلى زمن بعيد جدًا.

الإصبع الصغير هو أول إصبع يختاره كل رجل للخاتم. لا يحتوي هذا الإصبع على أي معنى ديني أو ثقافي ، فمعظم الدول تعتبر الإصبع الرابع أو البنصر على اليد اليمنى خاتم الخطوبة واليد اليسرى خاتم الزواج.

وهذه العادة شائعة في كثير من المجتمعات ، ففي الماضي كان يرتدي الخواتم أشخاص في تجمعات ومناسبات مختلفة. الخاتم له معاني مختلفة. بطريقة ما ، يمكن القول أن خاتم الزواج ، الذي يستخدم على نطاق واسع بين الأزواج اليوم ، يأتي من الماضي.

لفترة طويلة ، استخدم الناس الخواتم لإعطاء عرشهم لشخص آخر أو لتوقيع العهود بين البلدان والقبائل. في الماضي ، كانت الحلقات تستخدم أيضًا كأختام. بطريقة تجعل الشخص يستخدم الخاتم على يده كختم لشهادة ، ولكن في هذه الأيام تمت مناقشة نفسية الخاتم على اليد اليسرى واليمنى والأصابع المختلفة.

قد يتستغرب البعض لهذه الصور والعنوان 

فعندما كنت في السعودية منذ ١٥ سنة وأثناء مناسك العمرة مررت بمحل يبيع الخواتم بجانب الكعبة المشرفة فنظرت وعشقت منظرا لخاتم من بين الرفوف ودخلت فسألت صاحب المحل عنه فقال إن هذه الخواتم ليس فضة بل بلاتين كما قال أو كما أهل الخليج يسمونه ذهب أبيض بخرزته السوداء وهي من الأحجار الكريمة والثمينة التي جاءت من الهند المهم أنني عشقت هذا الخاتم ودفعت ثمنه ولبسته بقي معي طيلة هذه السنين وكثيرا ما طلبه مني الأصدقاء أو الأقارب كما هي عادة البعض فكنت أفضل أن أشتري له خاتما جديدا على أن أعطيه خاتمي وعندما تم اعتقالي في أحد الفروع صادروا جوالي وكل مال في جيبي إضافة لمسبحتي وقلمي وهذا الخاتم ،وعندما خرجت من المعتقل لم يعيدوا لي سوى خاتمي ،وقد زار هذا الخاتم وهو بيدي السعودية وقطر والإمارات والعراق وتركيا والأردن ،حتى أنه مرة من المرات ضاع مني في المسجد النبوي الشريف عندما كنت أتوضأ لصلاة المغرب ،وعندما أردت الذهاب صاح بي من كان يتوضأ بجانبي وهو من اليمن قال لي ياحج لقد نسيت خاتمك ،فعندما عدت ولبسته وكأن روحا خرجت مني ثم عادت ،الغريب في القصة أني اليوم كنت أراسل صاحب محل الخواتم نفسه الذي جمعتنا صداقة ومن بين الحديث الذي دار عبر الفيديو شاهد الخاتم بيدي فقال هذا الخاتم هو نفسه الذي اشتريته مني قديما؟

قلت له نعم قال بالله عليك انظر لي بداخله ،ما هو الاسم الذي مكتوب عليه لأننا عندما صنعنا مجموعة هذه الخواتم كتبنا عليها اسماء عربية ،وكنت دائما اسأل من يريد أن يشتري عن اسمه حتى أعطيه خاتما مكتوب عليه الاسم الذي يريد .

العجيب في الخاتم أنني لأول مرة أنظر بداخله بعد ١٥ سنة لأجد مكتوب في داخله بخط جميل اسم جمال .

فهل أقدار الله هي من جعلت هذا الخاتم من نصيبي .

أم أن الاسم له دلالة على شيء أجهله.

فهذه الحلقة الصغيرة من الذهب أو الفضة، تلتف فى انسجام حول الأصبع تزينها الأحجار الكريمة، وأختامٌ محفورٌ عليها نقوشٌ وألقابٌ وطلاسم ،تنتقل معها الولايات والسلطان والزعامة،وأحياناً بها تستمر القوة والمكانة الاجتماعية، وفي تاريخها أيضاً تحمل معاني عن المباركة والحفظ، وعن الحب والعهود والزواج، حِيكت حولها الأساطير والروايات، منها ما وصل حدّ السحر، أو القداسة. من خواتم سليمان، ويوسف وعثمان بن عفّان، إلى عشرات القصص، من الشرق والغرب، تدور أحداثها حول خواتم ملكات وسلاطين وحكام، حتى ولعنا اليوم بسلسلة كتب وأفلام ملك الخواتم التي حققت أكبر مبيعات على مستوى العالم، تكاد تجمع البشرية بكافة حضاراتها على الرمزية المحببة للخواتم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.