حزب الله في سوريا والنفوذ الاستراتيجي للشيطان الإيراني في المنطقة

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

إلى الآن ما تزال سوريا تشكل خلفية داعمة لمشاريع “الحزب” التي ترعاها طهران، حيث تعد بمثابة شريان الحياة الذي يمده بالسلاح والعتاد على الرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على الحرب، ولا يُعلن “حزب الله” رسميا عن عدد مقاتليه في سوريا، والذي يتغير بين يوم وآخر تبعا للعناصر المكلّفين بمهمة محددة، بالإضافة إلى نوعية هذه المهمة، وفق لمحللين عسكريين. دور الحزب في سوريا بعض المسؤولين الكبار بـ”حزب الله” يشرفون فقط على تدريب عناصر الميليشيات الإيرانية على القتال بعدما كانوا في المرحلة الأولى من دخولهم إلى سوريا يشاركون شخصيا بالمعارك، كما أن معظم عناصر “الحزب” اليوم هم من الفئة الشابة من وحدة التعبئة، بعدما تم سحب معظم المسؤولين العسكريين الكبار والكوادر، خوفا من استهدافهم كما حصل مثلا مع عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، إذ إن الحرب أدخلت “الحزب” في حرب استنزاف لكوادره لا يزال يعاني من تداعياتها حتى الآن.

حزب الله” يأخذ اليوم دور “الحرس الثوري” في سوريا، إذ يقوم بعمليات التجنيد والتدريب لعناصر الميليشيات الموالية لإيران، بعد ضمان ولائهم لـ”ولاية الفقيه”، وهو يُشرف أيضا على القوات الموالية لطهران في منطقة البادية السورية، حيث يسعى “الحزب” إلى أن يكون هو القوة الضاربة في سوريا، وأن يأخذ الصدارة من “الحرس الثوري.

مهمة “حزب الله” الاستراتيجية هي مساندة النظام السوري بالدرجة الأولى، وفق صليبي. ولا سيما أن التواجد الروسي تضاءل نتيجة الحرب في أوكرانيا، كما يحاول “الحزب” خلق ميليشيات محلية تابعة له في سوريا، على غرار ما يفعله “الحرس الثوري”، إذ إن وجوده لم يعد مقتصرا على العمليات الميدانية والقتال، بل بات لتعزيز الوجود الاجتماعي، وهذا مهم بالنسبة لطهران كونه يشكل صلة وصل ثقافية مع السوريين لتنفيذ مشروعها. فعناصر “حزب الله” في سوريا يعملون اليوم ضمن وحدات أمنية موجودة داخل الحزب، لكل واحدة منها عمل محدد، والوجود الأكبر للحزب في سوريا هو عبر الوحدتين، “9000” التي تعرف بـ”وحدة الأمن الوقائي والنقل في سوريا”، و”8000″ التي تُعرف بـ”الوحدة العسكرية”، بالإضافة إلى وحدة التدخل “4100”. كذلك تعمل إلى جانب هذه الوحدات، “وحدة النقل 4400” في سوريا، إذ إن مهمتها الأساسية نقل العتاد والآليات العسكرية.

الدور الذي يلعبه “حزب الله” خضع لكثير من التحولات خلال الحرب في سوريا، وتحول من النشاط العسكري إلى عدة نشاطات أخرى مترافقة مؤخرا، منها الأمني والدعوي والتدريبي والتجنيد. وأيضا هناك نشاطات أخرى غير شرعية تتعلق بالتعاون مع شبكات المخدرات وتأمين خط التهريب من لبنان إلى سوريا فالأردن.

هناك أيضا انتشار لحزب” في الجنوب السوري، كما يحاول التواجد، على الحدود الإسرائيلية، ويكثف الحزب مؤخرا من عمليات تجنيده للسوريين بشكل كبير من خلال استغلال ظروفهم المادية المتدنية، حيث يسعى جاهدا لإيجاد قواعد اجتماعية خصوصا في المناطق التي يكثر فيها التواجد الشيعي مثل السيدة زينب في دمشق.

فعناصر “حزب الله” المتواجدين في سوريا ليس جميعهم مقاتلين، وإنما هناك جماعات ثقافية دعوية منهم، تقوم بنشر التشييع وأيضا لهم تواجد اقتصادي، حيث يحاول “الحزب” الاستثمار وإيجاد موارد لاقتصاد الحرب في ظل الأزمة التي تعيشها إيران، وعدم قدرتها على تمويل ميليشياتها بشكل كامل، وهناك نشاط آخر يتمثل بتهريب للمخدرات وتصنيعها في سوريا، إلى جانب المهمات الأمنية وجمع المعلومات وهو أحد المهمات الأساسية التي يقوم بها “حزب الله”. إضافة للأهداف الاستراتيجية التي هي تأمين الطريق البري الواصل من العراق إلى لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.