حزب الله حزب التفجير والأغتيالات.


تأسس حزب الله الشيعي في لبنان عام 1982م. ولكنه دخل معترك السياسة عام 1985م.
وقد ولد هذا الحزب من رحم حركة أمل الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران. يعمل كوكيل لإيران في الصراع بالوكالة بين إيران وإسرائيل الجاري. كان حزب الله قد صمم من قبل رجال الدين الشيعة ومولته إيران في المقام الأول لمضايقة الاحتلال الإسرائيلي. وكان قادته من أتباع آية الله الخميني. وقد تم تدريب قواته وتنظيمها من قبل وحدة من 1,500 من الحرس الثوري الذين وصلوا من إيران بإذن من حكومة نظام الأسد . التي كانت تحتل لبنان في ذلك الوقت. وأوضح بيان حزب الله لعام 1985 أهدافه بأنها طرد الأمريكيين والفرنسيين وحلفائهم.
ونظراً لما اقترنت به حركة أمل الشيعية من أعمال وحشية وجرائم بشعة لا تخوّل وليدها أمل الإسلامية من استلام مهام الدفاع عن الأمة. وخشيةً من هذا فقد كون حزبٌ جديد، وهو ما يُعرف اليوم بـحزب الله.
وبعد تغيير الاسم. تلمع الشخصيات ويصنع الإعلام أبطالاً وهميين لقتلة الأمس. وسفاحي صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، فهؤلاء هم المجاهدون الفاتحون اليوم.
كانت الصدمة كبيرة، إزاء العملية التي قتلت رفيق الحريري، رجل ارتبط اسمه بشكل وثيق بلبنان وبمرحلة إعادة الاعمار ما بعد الحرب الأهلية (1975-1990) وبشبكة علاقات دولية نسجها ووظفها لصالح بلده. وكان الانفجار قويا الى درجة تمّ العثور على إحدى الجثث بعد 17 يوماً نظراً لحجم الدمار الكبير الذي خلفه التفجير متسبباً أيضا بإصابة 226 شخصاً بجروح.
جاء اغتيال الحريري في فترة بالغة الحساسية في لبنان. وفي خضم توتر لم يكن ظاهرا كثيرا للعلن. بين الحريري وحزب الله مع دمشق التي كانت تتحكم بمفاصل الحياة السياسية في لبنان، وتنشر جيشها فيه منذ حوالى 30 سنة. وكان الحريري يومها يستعد لخوض انتخابات نيابية. ويقترب من الانخراط في جبهة معارضة لدمشق.قبل وفاته تلقى الحريري تلقى مناشدة من صديقه الرئيس الفرنسي حينها جاك شيراك بوجوب التزام الحذر.وبعدها بأيام من مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تيري رود لارسن في الإطار نفسه.
سبق اغتيال الحريري محاولة اغتيال صديقه الوزير السابق مروان حمادة في أكتوبر 2004. فيما اعتبر رسالة تحذير شديدة اللهجة الى فريق الحريري. وبعد 15 عاماً من انتهاء الحرب الأهلية. شكل اغتيال الحريري ضربة كبيرة للبلد الصغير الذي تنخره الانقسامات الطائفية والسياسية. وغالباً ما ترتبط قواه السياسية بدول خارجية.
المحكمة الدولة.
ومنذ تأسيس المحكمة التي وجهت الاتهام إلى خمسة عناصر في حزب الله بأغتيال رئيس الوزراء رفيق الحرير أعلن الحزب أنه لا يعترف بها ويعدها مسيسة وتخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة. ولطالما نفى جميع الاتهامات الموجهة إليه ورفض تسليم المتهمين محذراً على لسان أمينه العام حسن نصرالله من اللعب بالنار.
وقال نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم في 10 تموز/يوليو إن “المحكمة الدولية خارج تفكيرنا وخارج نقاشاتنا وكل ما يصدر عنها ليس محل اهتمام لنا ونحن نعتبرها من الأصل مسيسة.
باستثناء مصطفى بدر الدين. القائد العسكري السابق في حزب الله الذي قتل في سوريا عام 2016، تقتصر المعلومات عن المتهمين الأربعة الآخرين على ما قدمته المحكمة الدولية. ولا يعرف شيء عن مكان وجودهم حالياً.
مصطفى بدر الدين
كان بدر الدين يعد المتهم الرئيسي والعقل المدبر لجريمة اغتيال الحريري. وجاء في مذكرة توقيفه أنه خطط للجريمة وأشرف على تنفيذها. وفي أيار مايو 2016، أعلن حزب الله مقتل قائده العسكري قرب مطار دمشق عن عمر يناهز 55 عاماً، في هجوم اتهم جماعات تكفيرية بتنفيذه.
في تموز يوليو من العام نفسه، أعلنت المحكمة الدولية التوقف عن ملاحقته بعدما تأكدت من مقتله.
انضم بدر الدين إلى صفوف حزب الله بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. وانخرط في تنفيذ هجمات عدة طال أبرزها في عام 1983 السفارتين الفرنسية والأمريكية في الكويت حيث اعتقلته السلطات هناك.
وفي عامي 1985 و1988، تعرضت طائرتان واحدة تابعة للخطوط الكويتية والثانية تابعة لشركة خطوط جوية أميركية للخطف وتغيير مساريهما. وطالب الخاطفون بالإفراج عن المدانين بالاعتداء على السفارات الأجنبية وبينهم بدر الدين الذي تمكن عام 1990 من الهروب من سجنه خلال الغزو العراقي للكويت.
سليم عياش
تتهم المحكمة عياش 56 عاماً. الذي قالت إنه مسؤول عسكري في حزب الله، بقيادة العملية. وجاء في مذكرة توقيفه أنه المسؤول عن الخلية التي نفذت عملية الاغتيال وشارك شخصياً في التنفيذ.
وتشمل التهم الموجهة إليه. وفق موقع المحكمة الدولية. وضع مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي” و”ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة وقتل الحريري و21 شخصاً آخرين عمداً باستعمال مواد متفجرة
ومحاولة قتل 226 شخصاً.
وفي أيلول/سبتمبر 2019، وجهت المحكمة الدولية تهمتي الإرهاب والقتل لعياش لمشاركته في ثلاث هجمات أخرى استهدفت سياسيين بين عامي 2004 و2005.
استهدف الهجوم الأول في عام 2004 الوزير السابق مروان حمادة ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة. وأودى هجوم في عام 2005 بحياة الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، واستهدف الهجوم الأخير وزير الدفاع آنذاك إلياس المر، ما أدى إلى إصابته.
حسين عنيسي وأسد صبرا
يحاكم كل من عنيسي 46 عاماً وصبرا 43 عاماً بتهمة تسجيل شريط فيديو مزيف بثته قناة الجزيرة يدعي المسؤولية نيابة عن جماعة وهمية أطلقت على نفسها جماعة النصر والجهاد في بلاد الشام
وتتضمن لائحة الاتهامات الموجهة لهما على صفحة المحكمة الدولية التدخل في جريمة ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة والتدخل في جريمة قتل رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة.
وفي آذار
مارس 2018. رفضت المحكمة طلباً بتبرئة عنيسي بعدما قال محاموه إن الادعاء لم يقدم أدلة كافية لإدانته.
ووافق القضاة على أن معظم الأدلة المقدمة ضده. والتي يستند معظمها إلى تسجيلات من شبكات الهواتف النقالة وشرائح الهواتف المستخدمة في الهجوم، هي ظرفية.
إلا أن القاضية اعتبرت أنه “يوجد ما يكفي من الأدلة التي يمكن أن تستنتج المحكمة منها أن عنيس كان يعلم مسبقاً بطبيعة خطة اغتيال الحريري وبشكل خاص استخدام عبوة ناسفة في مكان عام.
حسن حبيب مرعي
قررت المحكمة الدولية ملاحقة مرعي 54 عاماً عام 2013، وضمت قضيته في شباط/ فبراير 2014 إلى قضية المتهمين الآخرين.
ووُجهت لمرعي أيضاً اتهامات بـالتدخل في جريمة ارتكاب عمل إرهابي وقتل الحريري والقتلى الآخرين عمداً.
حزب الله في سورية
يُشير تدخل حزب الله في الحرب السورية إلى التدخل العسكري لحزب الله اللبناني في سوريا. شارك الحزب في عددٍ من المعارك إلى جانب جيش النظام وأشهر تلك المعارك كانت معركة القصير. في السياق ذاته. نشر تقرير دولي يتهم حزب الله مباشرة بارتكاب جرائم حرب في سوريا كما أكدت صحيفة ذي إيكونوميست على أن عدد قتلى حزب الله قد تجاوز 1000 قتيل في سوريا وهو عدد أكبر بكثير من خسائر الحزب في حرب تموز 2006. في الوقت ذاته. ذكر حسن نصر الله في أحد خطاباته بأن الحزب باق في سوريا ما دامت الأسباب قائمة. وذكر حسن في أحد مقابلاته أن قتلى الحزب في سوريا لم يتجاوز الـ 250 قتيل فيما ذكرت وسائل إعلام أخرى عدد مضاعفًا أربعَ مرات.
انفجار بيروت 2020.
أو انفجار مرفأ بيروت 2020 أو انفجار 4 آب وأُطلِق عليه مصطلح بيروتشيما تشبيها بما جرى لمدينة هيروشيما جراء الانفجار النووي. هو انفجار ضخم حدث على مرحلتين في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت عصر يوم الثلاثاء 4 أغسطس 2020 نتجت عنه سحابة دخانية ضخمة على شاكلة سحابة الفطر ترافقت مع موجة صادمة هزت العاصمة.وأدى الأنفجار ألى مايقارب 200قتيل وأكثر من ستة ألاف شخص.
هذا لتطور الأحداث حيث قتل ستة أشخاص وأصيب عشرات غيرهم اليوم الخميس 14 تشرين الأول أكتوبر 2021 جراء تبادل لإطلاق نار في بيروت. بالتزامن مع تظاهرة لمناصرين لحزب الله وحركة أمل ضد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت. حسبما قال مصدر عسكري لبناني لرويترز.
وتزامناً مع تظاهرة شارك فيها العشرات من مناصرين حزب الله وحركة أمل أمام قصر العدل في بيروت.وقع تبادل إطلاق نار كثيف في منطقة الطيونة القريبة برغم الانتشار الكثيف للجيش اللبنانية. وسمع مراسلون لوكالات إطلاق نار كثيف تخلله دوي انفجارين جراء إطلاق قذائف.
وتناقلت وسائل إعلام محلية مقاطع مصورة تظهر مسلحين يطلقون النار في الشوارع وسط تقارير عن وجود قناصة في الأبنية. وأعلن الجيش اللبناني أنه خلال توجه محتجين الى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة بدارو. وقد سارع الجيش الى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها. ووقع إطلاق النار عند خطوط التماس بين الأحياء المسيحية والشيعية في بيروت. وكانت هذه المنطقة واحدة من جبهات الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت في عين الرمانة في 1975.
وتعليقاً على هذه التطورات. أكد وزير الداخلية اللبنانية. بسام مولوي. سقوط 6 قتلى و16 جريحا في إطلاق النار في بيروت اليوم. وقال مولوي. في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن المركزي. إن الإشكال بدأ بإطلاق النار. من خلال القنص. وأصيب أول شخص في رأسه وهذا الأمر غير مقبول. وإطلاق النار على الرؤوس يعد أمراً خطيراً جداً وأضاف أن السلم الأهلي ليس للتلاعب مشدداً على ضرورة اتخاذ كامل الإجراءات وطلب من الإعلام المساعدة على بث الأخبار الصحيحة.
هذا ويتصاعد التوتر السياسي بشأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. إذ تدعو جماعة حزب الله المسلحة والمدعومة من إيران إلى عزل قاضي التحقيقات طارق بيطار متهمة إياه بالتحيز. ويريد بيطار استجواب عدد من كبار السياسيين ومسؤولي الأمن. ومنهم حلفاء لحزب الله بسبب الإهمال الذي أدى إلى انفجار المرفأ الذي تسببت فيه شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم. وأوضحت ووثائق أن محكمة لبنانية رفضت اليوم الخميس أحدث دعوى بحق بيطار، مما يسمح له باستئناف العمل.
ويخشى كثيرون أن تؤدي الضغوط إلى عزل بيطار على غرار سلفه فادي صوان الذي نُحي في شباط فبراير بعد ادعائه على مسؤولين سياسيين. ومنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وطلبه ملاحقة نواب ووزراء سابقين وأمنيين. تقدم أربعة وزراء معنيين بشكاوى أمام محاكم متعددة مطالبين بنقل القضية من يد بيطار. ما اضطره لتعليق التحقيق في القضية مرتين حتى الآن.
وتسبب انفجار ضخم في الرابع من آب أغسطس 2020 بمقتل 214 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، عدا عن دمار واسع في العاصمة. وعزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم بلا تدابير وقاية. وتبين أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة. ويتظاهر ذوو الضحايا باستمرار دعماً لبيطار واستنكاراً لرفض المدعى عليهم المثول أمامه للتحقيق معهم، بينما تندّد منظمات حقوقية بمحاولة القادة السياسيين عرقلة التحقيقات، وتطالب بإنشاء بعثة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة.

بقلم عبدالله الجليب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.