حتى الأطفال اصبحو هدف للتغلغل الإيراني في سوريا

الحسكة – BAZ_NEWS

اصبح امر واضح لجميع الوجود الإيراني في سوريا و
توسع النشاط الإيراني بشكل ملموس بعد استلام الأسد الابن السلطة عام 2000، وزادت حركة التشيع في مختلف المناطق السورية خصوصًا بعد إفساح بشار الأسد المجال للتعليم الديني الشيعي وافتتاح مراكز تعليم اللغة الفارسية، إضافة للسماح للمركز الإيرانية الشيعية بممارسة أنشطة ثقافية وتعليمية مختلفة على الأراضي السورية دون إخضاعها لأي مراقبة أو مساءلة.


حتى ولاحظنا في الاونة الاخيرة منتجات الآيرانية في سورية بكثرة لا يقتصر الامر على المواد الغذائية فحسب بل لزرع الفكر الإيراني في سوريا منذ الصغر حتا العاب الاطفال لم تنجو من سياسة إيران الخبيثة حيث تأتي الالعاب كسيارات وما شابه ذالك تحمل نمرة إيرانية وكما بإضافة إلى ذلك تعتبر سياسة نشر التشيع التي اعتمدتها إيران في سوريا من أبرز أدوات التغلغل الثقافي في سوريا، فقد رصدت إيران مبالغ هائلة لنشر التشيع في مختلف المناطق السورية حيث تمدُّد التشيّع جغرافيًا 11 مرةً في عهد حافظ الأسد، وتضاعف في عهد بشار 39 مرةً عما قبل 1970، وما يقارب 3 مرات عن عهد الأسد الأب. وعمدت إيران في سياستها في نشر التشيع والتغلغل الثقافي إلى التركيز على البوابات الخارجية لسوريا شرقًا وغربًا وتركزت أكبر نسبة للتشيع في الوسط السني في الجزيرة السورية (الرقة – دير الزور – الحسكة).
وأكدت الدراسة ذاتها أن إيران لم تنجح قبل الثورة بنشر التشيع والتغلغل الثقافي باستخدام أدواتها الناعمة، فلجأت بعد الثورة لفرض ذلك باستخدام أدواتها العسكرية، ما يؤكد أنها تخوض في سوريا حربًا عقائديةً مذهبيةً،
تسعى إيران من خلال تغلغلها في سوريا إلى المزج بين أدواتها الناعمة وقوتها العسكرية الموجودة على الأراضي السورية، فأخذ الطابع الثقافي والديني حيزًا من العلاقات الإيرانية السورية كأبرز أسلحة القوة الناعمة التي تعتمدها إيران ثم أخذ هذا التغلغل طابع الحرب الناعمة التي شنتها إيران بلا رحمة على مختلف الأصعدة الدينية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية.
حيث اصبح وجود المدارس الإيرانية امر طبيعي في سوريا وذالك بعمل إيران في السيطرة على التعليم الديني في سوريا، فقد حاولت بشتى الوسائل السيطرة على قطاع التربية والتعليم للأهمية الكبيرة التي يتمتع بها في حياة المجمعات حاضرًا ومستقبلًا، كون التعليم أحد أبرز الأسلحة التي تستخدمها إيران  لبسط نفوذها في المنطقة، فقد أولت إيران اهتمامًا كبيرًا بتوفير الأدوات التعليمية والتربوية التي تخدم مشروعها في إعادة تشكيل المجتمع السوري ككل، وركزت على الشريحة العمرية الخاصة بالأطفال والشباب كونها أساس المجتمع وحاضره ومستقبله.
منح بشار الأسد إيران تسهيلات كبيرة في بناء الثانويات الشرعية والمدارس الخاصة بالشيعة، فأصدر مرسومًا في 2014 سمح من خلاله بتعليم المذهب الشيعي في المدارس السورية إلى جانب المذهب السني، إضافة إلى افتتاح أول مدرسة شيعية عامة في البلد في سبتمبر/أيلول 2014 “مدرسة الرسول الأعظم” على أطراف مدينة جبلة ثم بلغت هذه المدارس في السنوات السابقة ما يقارب الـ40 مدرسة منتشرة في دمشق.
عمدت إيران إلى افتتاح المدارس وتعيين كوادر تعليمية إيرانية إضافة إلى استقطاب الطلاب السوريين عن طريق تقديم الحوافز المادية لهم، مستغلة الحالة المادية الصعبة التي يعيشونها، فتم افتتاح ثلاث مدارس في مدينة البوكمال ومدرسة في دير الزور، ضمت هذه المدارس الأطفال من الفئة العمرية التي تتراوح بين 8 و15 سنة، وتقدم المدرسة نحو 20 دولارًا للطالب المنتسب إليها.
اجتهدت إيران في نشر اللغة الفارسية عن طريق المدارس والمراكز التعليمية التي تنشرها في مختلف المناطق السورية، وتركزت جهودها على المناطق الساحلية لأن هذه المناطق لم تشهد حركة نزوح كبيرة وتتميز بوجود شريحة كبيرة من المواليين للنظام، سعيًا منها لتعزيز الولاء لإيران والشيعة في المنطقة، وعمل القائمون على هذه المراكز على استقطاب السوريين عن طريق تقديم مساعدات مالية وسلل إغاثية للمنتسبين إليها.
تستهدف دورات اللغة الفارسية بشكل أساسي الأطفال بدءًا من عمر 8 سنوات وما فوق، لسهولة السيطرة على هذه العقول النظيفة وتغيير طريقة تفكيرها بما يتلاءم مع الخطة الإيرانية، ولم تقتصر محاولات إيران في نشر اللغة الفارسية على افتتاح المدارس بل تعدى ذلك إلى الجامعات السورية الرسمية وبدعم من الحكومة السورية، حيث افتتح قسم اللغة الفارسية في عدة جامعات سورية مثل جامعة تشرين وحلب والبعث إضافة إلى جامعة دمشق بموجب اتفاقية تعاون بين وزارتي التربية والتعليم السورية والإيرانية.
تحت عنوان “تأثير تربوي”، قال تقرير للمعهد الأمريكي: “ثمة تطور يشير إلى هدف إيران المتمثل بضمان وجود متعدد الأجيال في سوريا، وهو قرار نظام الأسد بفتح أقسام باللغة الفارسية في العديد من المؤسسات التعليمية، بما فيها جامعة دمشق وجامعة البعث في حمص وجامعة تشرين في اللاذقية، وتترافق الدروس التي تقدمها هذه الأقسام مع مجموعة واسعة من المحفزات لزيادة إقبال السوريين عليها، ولا يُطلب من الطلاب الالتحاق ببرامج كاملة من أجل حضور الدروس، ويمكن للشباب دون سن دخول الجامعة أن يحضروها، وقد لا تنطبق الرسوم الجامعية العادية، وتشمل الدروس رحلات إلى إيران”.
لم يقتصر التغلغل الإيراني في الجامعات السورية على نشر اللغة الفارسية بل تعدى إلى أبعد من ذلك، فكانت تنظم زيارات للأكاديميين والمسؤولين في وزارة التعليم العالي السوري مستغلة الوضع الأمني الصعب في سوريا، إضافة إلى تنظيمها رحلات خاصة بالأساتذة والإداريين في الجامعات، وأصبحت إيران تحيي ذكرى انتصاراتها في المسارح ودور الثقافة بالمؤسسات التعليمة وتعقد الندوات لدعاتها الشيعة في هذه الجامعات والمراكز الثقافية السورية.
نشطت اللقاءات بين وزارة التعليم العالي في سوريا والجهات التعليمية الإيرانية ووقعت العديد من الاتفاقيات ومسودات التعاون ولم يتم الإفصاح عن مضمون أي منها بشكل صريح، ما يجعلها اتفاقيات “فضفاضة” ويوفر الغطاء القانوني لأعمال إيران في هذه الجامعات ويعطيها مساحة لأكبر للتغلغل عبر المؤسسات الرسمية السورية.
وقعت وزارة التربية والتعليم السورية عدة اتفاقيات ومذكرات تعاون مع وزارة التربية والتعليم الإيرانية بين عامي 2019 و2020 وصلت إلى ما يقارب الـ12 اتفاقية ومذكرة، وجاء في بيان عن وزارة التربية والتعليم السورية لإحدى الاتفاقيات عام 2020 “تم التوقيع والتوافق على البنود كافة بعد مناقشتها وصياغتها، بما فيها تأهيل وتطوير قدرات المدرسين والمدرسات، وتبادل الخبرات والمساهمة في ترميم المدارس، بما سينعكس إيجابًا على تطوير العملية التربوية”.
جرى توقيع الاتفاقيات دون الإفصاح التام عن البنود الخاصة بها، واقتصر تعليق النظام السوري على أن “هذه الاتفاقيات ومشاريع التعاون التي تم التوصل إليها تحمل بعدًا إستراتيجيًا” وعله قصد بذلك البعد إتمام هيمنة إيران على بلاد الشام.
إضافة إلى ذلك تسعى إيران عبر مراكزها المنتشرة إلى إقامة المعارض لتسويق كتبها الدينية التي تدخل الأراضي السورية وتوزع داخلها دون أي مراقبة ومعاينة، وتعتمد أيضًا على فتح مكتبات تسمى بـ”حوانيت” تعمل على إعارة الكتب وتوزيعها مجانًا وتقديم جوائز وهدايا لمن كتبها، بالإضافة إلى توزيع الأشرطة الخاصة بالسلاسل التعليمية وتوزيع جرائد ومجلات تحتوي على سباب وطعن بالصحابة، كما تقدم التسهيلات للراغبين بالدراسة في الجامعات الإيرانية.
تسارع إيران الخطى من أجل إكمال الاستيلاء على سوريا بمفاصلها كافة، وهو الأمر الذي سخرت له آلافًا من الإيرانيين العسكريين والدينيين وغيرهم، لتصبح البلاد بأكملها تحت إدارتهم ويكون لهم موطئ قدم دائم في الشرق الأوسط، وقد وصلت الأمور في سوريا إلى حد لم يعد بالإمكان إيقافه إلا بمشروع وطني شامل يضع نصب عينيه الخلاص من هيمنة مشروع الولي الفقيه في بلاد الشام.

بقلم محمد السراج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.