كان محور الممانعة يغذي عقول الشعوب العربية بتصوير إسرائيل كعدو للأمة، وأن القضية الفلسطينية أمانة في أعناقهم وسيحررونها من براثن المحتل، ولكن في الحقيقة لم تكن القضية الفلسطينية إلا سلعة للتجارة وورقة لابتزاز العالم والشعوب العربية، حيثكشف رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، أن حافظ الأسد هدد في عام 1984 بعمل عسكري ضد الأردن لمنع تقاربها مع منظمة التحرير الفلسطينية.وقال المصري في مذكرات بعنوان الحقيقة البيضاء إن العاهل الأردني السابق الملك حسين رأى أن الفرصة مناسبة ليرمي خشبة النجاة من الغرق إلى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، الذي كان بحاجة ماسة لأن يعقد المجلس الوطني الفلسطيني مؤتمره في عام 1984، لتأكيد شرعيته.وأضاف أن الملك حسين عرض استضافة الأردن للمؤتمر، ووافق عرفات دون تردد، ما أغضب سوريا غضباً شديداً، وحاول حافظ الأسد منع انعقاده بالوعيد والتهديد تارة، وبالترغيب طوراً، لكن محاولاته لم تستطع ثني الملك حسين أو عرفات عن هذا الأمر.وأشار المصري إلى أن المؤتمر عقد في تشرين الثاني أكتوبر 1984، بالتزامن مع تحشيد القوات البرية السورية على الحدود الشمالية، مهددة بعمل عسكري ضد الأردن، قبل أن تسير الأمور بشكل طبيعي.وأوضح أن الملك حسين كان يحضّر لمؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية، وبدأ باتخاذ خطوات جديدة باتجاه اتفاق أردني- فلسطيني، للوصول إلى المؤتمر الدولي، وكان الاتفاق ينص على الأرض مقابل السلام، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وغيرها.وبحسب مذكرات رئيس الوزراء الأردني الأسبق، فإن سوريا كانت ضد الاتفاق، وهاجمته بقوة وبشدة، لأن الأسد كان يعتقد أنه ينقل “الورقة” الفلسطينية من اليد السورية إلى الأردنية، وأن الأردن يريد خطف منظمة التحرير لتصبح مؤيدة لسياساته، وتسعى إلى إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة وإسرائيل لتبتعد نهائياً عن دمشق، وربما يؤدي إلى إضعاف الموقف التفاوضي لسوريا إذا انفرد الأردن بالمنظمة. مذكرات تثبت بالدليل القاطع، وتعتبر برهانا ماديا على حجم التعامل وفقاً للمصلحة الشخصية بعيداً عن حدود العدو، واستخدام فلسطين شعبا وقضية للمتاجرة بدماء الشعوب العربية، وخدمة مجانية لتنفيذ أجندات خاصة لإيران وإسرائيل على حد سواء، فالكلام عن المقاومة ومحاورها ليس وليد اللحظة، فهو القديم الجديد ولكن طبع الله عل على قلوب الحاضنة الشعبية لهذا المحور المعوج،
خاص بقلم صدام السوري