توبة بن الحميّر وليلى الأخيلية،،


وهي من القصص الخالدة في الحب العذري
من هو توبة الحمير بن حزم بن خفاجة العقيلي العامري لايعلم تاريخ مولده لكنه قتل( ٨٥) للهجرة وقد اشتهر في حبه العفيف لابنة عمه الشاعرة ليلى الأخيلية واشتهر حبهما وطلبها من ابيها لكنه رفضه وذلك لما اعتادت العرب أن ترفض من يتقدم للخطبة إذا اشتهر حبه بين الناس خوفا من العار فزوجها ابوها لرجل من بني الادلع رغماً عنها. لكن رغم ذلك  كان توبة يحاول دائما أن يرى ليلى فما كان من اهل زوجها إلا اشتكوا للوالي فأهدر الوالي دمه.فهام على وجهه يعاني ويبكي ليلاه. وقد قُتل توبة على يد رجل كان توبة قتل أباه ومن أشهر اشعاره  :

ولو أَنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ سَلَّمَـــــــــتْ
علىَّ ودُونِى تُرْبَةٌ وصَفائحُ
لَسَلَمْتُ تَسْليمَ البَشَاشَةِ أَو زَقَا
إليْها صَدًى من جانب القَبْرِ صائحُ
ولو أَنَّ لَيْلَى في السَّماءِ لأَصْعَدَتْ
بطَرْفِى إلى لَيْلَى العُيُونُ اللَّوَامحُ
أما ليلى الأخيلية فهي ليلى بنت عبدالله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل بن عامر بن صعصعة من هوازن ماتت سنة (٨٧) للهجرة
وهي شاعرة عربية عرفت بجمالها وقوة شخصيتها عاصرت صدر الإسلام والخلافة الأموية وكان حبها لتوبة صادقاعفيفا نابعا من قلبها وكانت تجالس الأمراء وتقول الشعر ومن أبرز من التقت بهم معاوية بن أبي سفيان والحجاج بن يوسف الثقفي ومدحتهم وأخذت منهم العطايا.
وبعد سماعها بمقتل توبة رثته بأجمل القصائد حيث قالت :
أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً

وأحفل من دارت عليه الدوائرُ

لَعَمْرُكَ مَابِالمَوْتِ عارٌ عَلَى الفَتَى

إذا لم تصبه في الحياة المعايرُ

وَمَا أَحَدٌ حَيٌّ وإِن عاشَ سالِما

بأخلد ممن غيبته المقابرُ

ومَنْ كانَ مِّما يُحدِثُ الدَّهْرُ جَازعا

فلا بُدَّ يَوْمَاً أن يُرى وهو صابرُ

وليس لذي عيش عن الموت مقصر

وليس على الأيام والدهر غابرُ

ولا الحَيُّ مِمّا يُحدِثُ الدَّهْر مُعتَبٌ

وَلا المَيْتُ إِنْ لَمْ يَصْبِرِ الحيُّ ناشِرُ

وكل شباب أو جديد غلى بلى

وكل امرىء يوماً إلى الله صائرُ

وفي أحد الأيام طلبت من زوجها الوقوف عند قبر توبة لتسلم عليه وعندما اقتربت من قبر توبة قالت السلام عليكم ورحمة الله ياتوبة ثم التفتت إلى قومها وقالت أول كذبة عرفتها لتوبة الآن. قالو: وكيف. قالت :ألم يقل توبة ولـو أنَّ ليلى الأخيليةَ سَلّمت
عليَّ ودونـي جَنْدلٌ وصفائحُ
لسلمتُ تسليمَ البشاشةِ أوزقا
إليها صدىً من جانبِ القَبر صائحُ

فطارت من جانب القبر بومة اخافت ناقتها فسقطت وماتت ودفنت بجانب توبة.
وقد تناقلت الناس قصتهما عبر الأيام وهي تمثل نهاية حب عفيف شريف نقي

إعداد مروان المجيد الشيخ عيسى

تحرير تيماء العلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.