أكثر من عشرون ميليشيا طائفية، يملأ قلبها الحقد والإجرام تحاصر درعا البلد لأكثر من ٧٥ يوماً، وهاهي اليوم تبدأ في قصف الحي بشتى أنواع القذائف الفتاكة، متغلبة على إسرائيل في قصف مدينة غزة، مستهدفة الأطفال والنساء على مرأى من الدول العربية والإسلامية وخصوصاً تلك التي تحاول منع التمدد الإيراني،
ولكن على أرض الواقع يبدو أن إيران هي الوحيدة الماضية في تنفيذ مشروعها الطائفي وبموافقة إقليمية ودولية، فملك الأردن الذي حذر سابقا من التمدد الإيراني في المنطقة ونمو الهلال الشيعي الطائفي، صامت أمام مايحدث في درعا القريبة جدآ من حدوده،
مثله كمثل الشيخ المسن الذي يحتضر وينتظر أهله ساعة مماته، ألم يفقه العرب بعد حجم الخطورة في تنفيذ إيران لمشروعها الفارسي الحاقد على العرب عامة وحتى الشيعة منهم، أم أنهم مكبلين مسحوقين أمام الإرادة الأمريكية والإسرائيلية، الإرادة التي باتت واضحة في رضا الأمريكان عن الوجود الإيراني في سوريا،
باختصار شديد، إيران إرهابية وروسيا راعية لهذا الإرهاب علنا، ففي ظل غياب الأمة العربية والإسلامية النائمة، بات أهالي درعا يعولون على الفصائل المعارضة في غير مناطق، ولكن ربما انست الصدمة أهالي درعا بأن هذه الفصائل مرهونة بحكومات أجنبية، وبأن الثورة والقضية السورية لم تعد ضمن أجنداتهم،
أم يعولون على جبهة النصرة التي أصبحت ممارساتها واضحة في العمالة والخيانة، ونواياها الجلية في تهيئة المنطقة لخدمة روسيا والنظام السوري،
أم يعولون على حكومتي الإئتلاف والإنقاذ المشغولة بتغيير الفنادق والجولات السياحية، فلم يصدر عنهم إلا بيانا صغيرا في مامضى يدينون من خلاله ممارسات النظام في حصار درعا البلد، فهل طبع الله على قلوبهم ام ينتظرون لأهالي درعا البلد الموت الرحيم عبر براميل الفيل شديدة الإنفجار والفتك،
وحتى باقي مناطق درعا في الجنوب، وكأنهم في حالة سبات فلم ينهضوا لنصرة أهلهم باستثناء بعض الغيارى من الشبان المقاتلين، ولكن ربما تنتصر إرادة أهالي درعا البلد، وتنطلق الثورة من جديد وتستعيد شعلتها التي اطفأها العملاء والخونة،