تفاعل اللاجئون السوريون في تركيا مع الانتخابات التي تشهدها البلاد

تركيا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

يعيش السوريون حالياً حالة من الخوف والترقب لم يعيشوها من قبل، وذلك لكون ملف ترحيلهم موجود على قائمة التيارات السياسية جميعها.

فهناك تخوفاً حقيقياً من قبل السوريين أن تربح المعارضة، وبالتالي التضييق عليهم وبدء حملة إعلامية تستهدفهم في الإعلام التركي 

يعيش السوريون سواء داخل تركيا أو خارجها خاصة في الشمال السوري حالة من الترقب والقلق لارتباط تلك الانتخابات بعدد من الملفات التي تهمهم.

وطوال الأيام الماضية لم يكن السوريون بمنأى عن حالة الاحتقان والاستقطاب التي رافقت الانتخابات، حيث كانت تعليقاتهم حاضرة، واختلفت باختلاف توجهاتهم ومناطق وجودهم في تركيا، ويتخوف معظم السوريين بمن فيهم أولئك الحاصلون على الجنسية التركية من ارتدادات سلبية عليهم بعدما لم يتمكن تحالف الشعب بقيادة الرئيس أردوغان من الفوز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، خاصة أن ورقة اللاجئين أصبحت ورقة سياسية قوية للأحزاب التركية الساعية لجذب أصوات الناخبين.

ويبدي أنس الصالح وهو سوري حاصل على الجنسية التركية منذ 2018 ومقيم في إسطنبول خشيته من فقدان الاستقرار الذي يشعر به في تركيا، في حال فازت المعارضة بالرئاسة.

ويقول في حديثه: قدمت منذ سنوات إلى تركيا درست هنا وبدأت بمشروعي الخاص، مجرد التفكير بالهجرة مرة ثانية أو ممارسة مزيد من المضايقات علينا بما فيها التهديد بسحب الجنسية يشكل عامل خوف بالنسبة لي و أتمنى أن يفوز أردوغان بالرئاسة.

أما صدام عبدالله وهو يقيم في أضنة وفق بند الحماية المؤقتة فيؤكد أن مجرد التفكير بالعودة إلى سوريا يمثل كابوساً بالنسبة لي ولعائلتي، لم تعد سوريا بلداً لنا، ولا نشعر بالأمان الكامل هنا في ظل الوضع السياسي الراهن، وفي الوقت ذاته لا توجد إمكانية الهجرة إلى بلدان أوروبية كما فعل ملايين السوريين سابقاً.

ومن جهة أخرى في الشمال السوري، فقد أبدى عدد من سكان إدلب مخاوفهم من فوز مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو في الرئاسة بعدما أعلن صراحة نيته بإعادة اللاجئين في غضون عامين وسحب القوات التركية من المنطقة.

وقال ماجد الديري: تابعنا الانتخابات التركية عن كثب، هنا في مناطق الشمال نأمل أن يفوز أردوغان لأنه استقبل اللاجئين السوريين وفتح الحدود وسهل عملية دخول المساعدات عبر تركيا.

وقال أحمد عبود، إن الأمر لا يهمه على الإطلاق خاصة أن الطرفين سبق ووعدا بالتطبيع مع النظام وترحيل اللاجئين، موضحاً أن ما يهمنا هو النتائج على الأرض وعلى ما يبدو فإننا خاسرين في كلتا الحالتين.

أما السوريون في البلدان الأوروبية فقد كان اهتمامهم على الصعيد الشخصي أقل بنتيجة الانتخابات ما عدى أولئك الذين ما تزال عائلاتهم موجودة في تركيا.

فخلال منصات التواصل الاجتماعي، انقسمت تعليقات السوريين حيال نتائج الانتخابات في الجولة الأولى، اعتبر عدد من الموالين للنظام السوري أن المعارضة التركية فشلت في هزيمة أردوغان حيث عبر العديد منهم عن حزنه لتصدر أردوغان النتائج رغم عدم الحسم.

فذلك سينعكس على المجتمع التركي وسيزيد من حجم الشحن الاجتماعي وزيادة التوتر، فيما سيبقى السوريون دون أي أمل في ظل التفكير أن بقائهم أصبح مسالة أشهر.

فالسوريين انتظروا بشغف فوز أردوغان من باب أن ذلك سيوفر الأمن والاستقرار في البلاد، إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل وإحباط وقلق كبير مع ذهاب الانتخابات لجولة ثانية،فبات العديد منهم ينتظر يوم الحسم الجديد ليستقر ذهنياً على الأقل ويبعد شبح الترحيل الذي يهدد أمنهم واستقرارهم بسبب وعود المعارضة التركية.

وتعتبر الانتخابات التركية مفصلية بالنسبة إلى السوريين لدورها في تشكيل شكل وأوجه السياسة الخارجية والداخلية للبلاد تجاه الملف السوري في السنوات المقبلة، خاصة أنه تركيا تدير مناطق الشمال السوري، حيث يقيم أكثر من 4 ملايين شخص، وما يقارب عددهم في الداخل التركي.

وقد شهدت تركيا الأحد انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث تنافس في الرئاسية كل من مرشح تحالف الجمهور الرئيس أردوغان، ومرشح تحالف الأمة زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، ومرشح تحالف أتا الأجداد سنان أوغان.

فغالبية الشعب السوري تفاعل مع الانتخابات التركية، أكثر حتى من كثير من الأتراك أنفسهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.