تعامل ترامب متحرر من ضغوط اللوبيات الصهيونية وجماعات الضغط واليمين المسيحي..….د.حسين الديك

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الأمريكي، د. حسين الديك، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تولى مهام منصبه الاثنين، أثبت منذ بداية فترته الرئاسية الأولى أنه رئيس غير تقليدي، يتمتع برؤية سياسية مستقبلية وقوة إرادة وعزم كبيرين.
أن ترامب استطاع، رغم التحديات والمشاكل التي واجهته، أن يحقق انتصارات كبيرة، بدءاً من الفوز بترشيح من قبل الحزب الجمهوري وإقصاء منافسيه، وصولاً إلى إعادة توحيد الحزب وخوض الانتخابات الرئاسية بنجاح، وإعادة الحزب الجمهوري إلى وضعه الطبيعي عبر الفوز في انتخابات الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب.
و ترامب يتمتع بشعبية كبيرة في المجتمع الأمريكي، حيث حصل على أكثر من 75 مليون صوت في الانتخابات الأخيرة، وفاز بالتصويت الشعبي والمجمع الانتخابي.
أن تجربة ترامب السياسية الأولى من 2016 إلى 2021 عززت دعم المواطن الأمريكي له، مشيراً إلى أن الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب عقب. تنصيبه تؤكد جديته ومصداقيته في تنفيذ وعوده، وتركيزه على حماية المصالح الأمريكية وإعادة بناء أمريكا تحت شعار “أمريكا أولاً”.
و يمتلك ترمب رؤية سياسية واضحة تمثلت منذ البداية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة الأمور إلى نصابها، وهو ما نجح فيه.
واليوم ترامب يتبنى مشروعاً سياسياً يركز على تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وإعادة إدماج إسرائيل في المنطقة، وإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
أن أولوية القضية الفلسطينية لدى ترامب تنبع من أولوية المشاريع السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالنفط والغاز في منطقة الخليج العربي، والاستثمارات الأمريكية، والعلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول الخليج.
و يهدف إلى تحقيق استقرار في المنطقة، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون حل القضية الفلسطينية أو تقديم رؤية سياسية لها.
فالرئيس السابق جو بايدن لم يقدم أي مبادرة سياسية لحل القضية الفلسطينية، بينما يسعى ترامب إلى إنهاء الحروب وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وإقامة علاقات اقتصادية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وهذا يتطلب تقديم الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
بينما ترامب يمكنه تقليص الصراع والوصول إلى حالة من الهدوء والأمن والاستقرار النسبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن الحل النهائي ما زال مستبعداً في هذه الفترة بسبب العوامل الفاعلة على الأرض، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان واليمين الإسرائيلي، والظروف المحلية والإقليمية.
و ترامب يهدف إلى إنهاء الحروب والصراعات التي تستنزف الخزينة الأمريكية، ويركز بدلاً من ذلك على الاقتصاد.
علما بان ترامب نجح في فرض هدنة في قطاع غزة عبر إرسال مبعوثه ستيفن منوتشين إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهدده بغضب الرئيس في حال رفض توقيع الاتفاق، وهو ما أدى إلى توقيع الهدنة في غضون أسبوع.
و يسعى أيضاً إلى تحقيق اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي جاد في إنهاء الحروب والصراعات العالمية، ويركز على تعزيز الاقتصاد الأمريكي، حيث أن ترامب، كرجل اقتصادي، يدرك أهمية تحقيق السلام والاستقرار لتعزيز النمو الاقتصادي.
و هناك فرقاً كبيراً بين تعامل ترامب مع القضية الفلسطينية في فترته الرئاسية الأولى والثانية، مشيراً إلى أن ترامب تحرر من ضغوط اللوبيات الصهيونية وجماعات الضغط واليمين المسيحي بعد انتهاء ولايته الثانية، مما يسمح له بالتركيز على مشروعه الاقتصادي ورؤيته السياسية نحو مرحلة جديدة من السلام والاستقرار في الداخل الأمريكي والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.