تطورات المبادرة العربية لعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

عودة سوريا إلى محيطها العربي هو إشارة للجامعة العربية وللمبادرة العربية الجماعية للحل السياسي، وهذا ما بحثه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إضافة لمصر والأردن والعراق الجمعة الماضية في مدينة جدة، أي بعد يومين من زيارة المقداد للسعودية، إلا أن الاجتماع انتهى دون اتخاذ قرار أو توصية حول ذلك، ما يعني أن النظام السوري لم يوافق على الشروط أو الطلبات السعودية.

أسبوع سوري حافل عربيا بدأ بدعوة وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد لزيارة السعودية تبعه اجتماع لمجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، وجولة للمقداد شملت حتى الآن الجزائر وتونس وانتهى بالإعلان عن زيارة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق اليوم.

لقاء المقداد بوزير الخارجية السعودي تم خلاله تقديم شروط أو طلبات على رئيس النظام السوري بشار الأسد تنفيذها من أجل إعادته للجامعة العربية وهو ما أشار إليه البيان الصحفي المشترك، حيث ذكر أن الجانبين بحثا الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.

وما يعزز هذه الرؤية إعلان المقداد من الجزائر الأحد الماضي أنه من غير الممكن عودة سوريا للجامعة العربية قبل تصحيح العلاقات الثنائية، وأن زيارات مسؤولي النظام السوري إلى بعض الدول العربية في الآونة الأخيرة كانت برغبة مشتركة وتهدف إلى إغلاق صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات بالعالم العربي.

وتصريح المقداد يغلق الباب بوجه المبادرة العربية إذ إن بشار الأسد يدرك أن إعادته للجامعة مرتبطة بتلبية مطالب عربية ولذلك اتخذ منحى مغايرا باتجاه الحديث عن العلاقات الثنائية، وهذا الموقف ليس جديدا إذ سبق لبشار الأسد أن أعلنه في مقابلة مع قناة روسيا اليوم في 18 مارس الماضي وذكر أنه أبلغ الوزراء العرب الذين زاروا دمشق، أن شرط العودة للجامعة هو أن يكون هناك علاقات ثنائية جيدة بين نظامه وكل دولة عربية على حدة.

ولكن كما يبدو لم ينجح رهان دول اجتماع جدة على حمل بشار الأسد على تغيير موقفه وأن يوافق على الانخراط في الحل السياسي وفق المبادرة العربية، إذ أعاد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي التأكيد على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية بدور عربي قيادي.

وقال الصفدي إنه تم الاتفاق في اجتماع جدة على الاستمرار في التشاور والتنسيق حول آليات العمل والخطوات القادمة لإطلاق الدور العربي القيادي في جهود حل الأزمة، مشيرا إلى أن الطروحات التي قدمتها السعودية والدول العربية المشاركة التقت مع المبادرة الأردنية.

ومن جانبها كانت قطر أكثر وضوحا في التعبير عن خيبة أمل المجتمعين في جدة، إذ أكدت على لسان المتحدث باسم خارجيتها ماجد بن محمد الأنصاري أن الأسباب التي دعت إلى تجميد عضوية سورية لا تزال قائمة، في حين كانت أعلنت في وقت سابق أنها ستدرس موقفها من عودة سورية للجامعة العربية تبعاً للإجماع العربي.

ورغم  حرص السعودية على تضمين البيان الصحفي بعد لقاء المقداد ـ الفرحان تصريحا للمقداد يعرب فيه عن تقدير بشار الأسد للجهود التي تبذلها السعودية لإنهاء الأزمة السورية، بهدف إلزامه بالمبادرة العربية إلا أنه استمر في المناورة وأرسل المقداد في جولة عربية أراد من خلالها توجيه رسالة بأنه يستعيض عن الجامعة العربية بالعلاقات الثنائية، وهذه الرسالة موجهة للسعودية بشكل خاص ولا سيما أن بشار الأسد استتبعها بتسريبات عبر متحدثين غير رسميين باسمه بينهم بسام أبو عبد الله برفض بيان جدة وعدّ المطالب العربية ابتزازا غير مقبول وبأن لدى نظامه ديمقراطية أكثر من غيره.

ورغم تضمين البيان المشار إليه أيضا مصطلح بشار الأسد المصالحة الوطنية إضافة للحل السياسي وفق المبادرة العربية وموافقة السعودية على فتح قنصليتها بدمشق إلا أنه  سعى إلى ابتزازها أكثر دون أن يقدم على أي خطوة باتجاه ما تطرحه، إذ روج أن زيارة المقداد للسعودية هي من باب المصالحة، وبأنها مراكمة لما في جعبته من علاقات ثنائية في حين أن مسألة عودة سورية للجامعة العربية قد لا تضيف الكثير إلى ذلك التراكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.