تونس – فريق التحرير
في تطور نوعي بملف “مسكوت عنه” في تونس منذ عقد من الزمان، يواصل السلك القضائي لمكافحة الإرهاب النظر في ملف تسفير الشباب إلى سوريا خلال عامي 2012 و2013، عبر توقيفات طالت مسؤولين ونوابا سابقين ورجال أعمال، الأمر الذي اعتبره محللون “بداية لمفاجآت خطيرة ستكشف من أمّن لهم الطريق وأخفى آثار المتورطين”.
وتتورط في عملية تسفير الشباب إلى بؤر الإرهاب، مئات الجمعيات الدينية بتونس والمرتبطة بحركة النهضة الإخوانية، حيث تم حل العشرات منها، بعد ثبوت علاقتها بأعمال إرهابية وإرهابيين.
ويعود فتح الملف إلى شكوى تقدمت بها النائبة السابقة بالبرلمان وعضو لجة التحقيق البرلمانية في شبكات التسفير فاطمة المسدي، في ديسمبر 2021 لدى القضاء العسكري، للكشف عن ملابسات ملف التسفير والأطراف المتورطة فيه، والذي يعدّ من أكثر الملفات الشائكة والغامضة في تونس.
وعلى مدار سنوات حكمهم، أجهض الإخوان مساعيا عديدة للتعامل مع ملف تسفير الشباب، وتسببت ممارسات الحركة الإخوانية في عرقلة عمل لجنة تحقيق برلمانية مخصصة لكشف شبكات التسفير، وتم إجبار رئيستها على الانسحاب من موقعها، بعد أن كشفت خيوط هذه الشبكات وعلاقتها بالنهضة.
خلال 2011 و2013 جرى تجنيد مئات الشبان بجوامع ولايات البلاد وإرسالهم للقتال في سوريا.
هي فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة، التي دعمت وساندت الحركات الإرهابية في سوريا.
2017.. تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في تجنيد وتسفير التونسيين.
مايو 2017.. إقالة ليلى الشتاوي من رئاسة اللجنة ما أرجعته لكشفها ملفات “تزعج” أطرافا لم تحددها.
يوليو 2021.. إقالة قاضي الإخوان بشير العكرمي بعد أعوام من تعطيله فتح الملف.
ديسمبر 2021.. دعوى قضائية تقدمت بها النائبة السابقة فاطمة المسدى لفتح الملف الشائك.
شمل الملف 126 شخصا بين سياسيين ونواب ورجال أعمال وقيادات بحركة النهضة.
الأجهزة الأمنية تعتقل العديد من المتورطين وسط توقعات بأن يشمل المزيد.
قال الصحفي التونسي، جمال بن عمر، إن إقالة القاضي بشير العكرمي قبل عام كانت بداية رفع الغطاء الذي حال دون فتح ملف تسفير الإرهابيين والعديد من الملفات الأخرى.
وأشار إلى أن “السلطات التونسية نبشت في هذا الملف الأسود، وقادم الأيام سيشهد مفاجآت خطيرة ستميط اللثام عن العديد من الأسماء الإخوانية التي أمّنت لهم الطريق وأخفت آثار المتورطين في تسفير الشباب وقتلهم في بؤر التوتر، كل الملفات سيتم فتحها، زلزال كبير سيفضح سنوات العشرية السوداء”.
“كل متابع للشأن التونسي يعرف أن حركة النهضة على علاقة وثيقة بالإرهاب من عدة نواحٍ، فهي كانت مساهمة في نشأة السلفية الجهادية، خاصة جماعة أنصار الشريعة التي تفرعت منها جماعات مقاتلة ككتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة، وكتيبة جند الخلافة المبايع لتنظيم (د ا ع ش)، وفق بن عمر.
وأوضح أن “حركة النهضة عندما تسلمت مقاليد الحكم حاولت استقطاب السلفية الجهادية بالمال وبالخطاب المتطرف؛ لاستغلالهم ضد خصومها السياسيين، وفي تلك الفترة انتشرت الخيام الدعوية التي تبث خطاب الكراهية العنيف”.
تحولت هذه الخيمات إلى استقطاب الشباب لتجنيده للحرب في سوريا؛ خدمة لأجندات إقليمية بتعاون مع الإخوان في ليبيا عبر حشد الإرهابيين من دول الربيع العربي وإرسالهم لسوريا”، وفق بن عمر.
وكالات