تدمر عروس الصحراء وبوابة الشرق،،

مدينة تدمر في وسط سوريا وقد كانت من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص عهد ملكتها زنوبيا تبعد 215 كيلو متر شمال مدينة دمشق 70 كيلو متر عن مدينة السخنة وحوالي 160 كيلو متر عن مدينة حمص ونهر العاصي، وكانت حضارتها تنافس حضارة الإمبراطورية الرومانية القديمة.
معنى اسمها باللغة الآرامية (ܬܕܡܪܬܐ، “تدمرتو” ومعناها المعجزة)
كانت تدمر مدينة كبيرة الثراء بفضلِ موقعها، الذي كان يقعُ عند نقطة تقاطع عِدَّة طرق تجارية في العالم القديم. وقد اشتهر التدمريُّون بمدنٍ كثيرة أقاموها على طريق الحرير، وهو أحد أهم الطرق التجارية القديمة (والذي امتدَّ من الصين غرباً إلى أوروبا شرقاً)، كما ساعدتهم علاقاتهم التجارية مع الإمبراطورية الرومانية. وقد خوَّلتهم أرباح تجارتهم لتعمير أبنية هائلة في مدينة تدمر، مثل كولوناد تدمر الكبير ومعبد بل وقبورٍ قائمة على هيئة أبراج. كان التدمريّون، من الناحية العرقية، مزيجاً من الأموريين والآراميين والعرب، وتحدثوا – حسب ما يعتقدُ الباحثون – اللهجة التدمرية الآرامية (وهي إحدى لهجات اللغة الآرامية)، كما استخدموا اللغة اليونانية في مداولاتهم التجارية والسياسية. وقد اعتنقوا دياناتٍ وثنية عِدَّة، من بينها الديانات الساميَّة وأديان ما بين النهرين والأديان العربية القديمة. وقد كان النظام الاجتماعي في المدينة قائماً على القبيلة والحكم العشائري، وكانت ثقافتها متأثّرة بدرجةٍ كبيرة بالعالم اليوناني الروماني،حازت مدينة تدمر في سنة 273م حالة حكم ذاتي وألحقت بها – إدارياً – ولاية سوريا الرومانية، وكان ذلك نتيجة لنشأةٍ نظام سياسي استقلالي في المدينة تأثّراً منها بنجاح المدن الإغريقية المستقلَّة. وقد تحوَّلت تدمر في القرن الثالث إلى ثغر روماني (كولونيا رومانية)، ومن ثمَّ أصبحت تُدَارُ وفقاً لنظام حكم ملكي في عام 260م. ولكن بعد تعرّضها للدمار في سنة 273م لم تَعُد أكثر من مركزٍ إداري صغير في الإمبراطورية البيزنطية، وفقدت معظم أهميَّتها. تعتبر زنوبيا من أشهر الشخصيات التي مرت في التاريخ، وهي كانت ملكة المستعمرة الرومانية “تدمر” في سوريا، حيث كانت الحاكمة هناك في الفترة الواقعة من عام 267م أو 268م حتى عام 272م، وقامت بغزو عدة مقاطعات في الجهة الشرقية من روما قبل أن انتصر عليها الإمبراطور أوريليان الذي حكم من عام 270م حتى عام 275م. على صعيد حياتها الخاصة، تزوجت تدمر من أذينة، وبعد أن تم اغتياله هو وابنه البكر من زوجته السابقة، أصبحت زنوبيا المسؤولة الوحيدة عن ابنها الصغير “وابلات”، وهذا الطفل هو الشخص الذي تبنى لقب والده “ملك الملوك” أو “حاكم الشرق
تعتبر تدمر من أكثر المواقع الأثرية شهرة في العالم، ومن أهم معالمها القلعة الأثرية الشهيرة (رويترز)
25/5/2015
أقدم المدن التاريخية في العالم، أدرجتها “اليونسكو” في لائحة التراث العالمي. يتخوف كثيرون على مصير آثارها ومتحفها بعد أن سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية يوم 20 مايو/أيار 2015، ثم في عام 2016 بعد أن كانت قوات الجيش السوري وحليفها الروسي قد استعادتها.
الموقع:
تقع تدمر في بادية الشام وسط سوريا على ارتفاع 400 متر فوق سطح البحر، وعلى بعد 243 كيلومترا من العاصمة دمشق، عند معبر جبلي على سفح جبل المنطار في سلسلة جبال تدمر.
وكانت واحة استراحة للقوافل التجارية على طريق الحرير بين الصين وروما. وقد لقّبت حديثا بعروس البادية، كما يطلق عليها أيضا اسم “لؤلؤة الصحراء”.
السكان:
تعد مدينة تدمر مركز محافظة حمص، ويبلغ عدد سكانها -مع القرى والبلدات المحيطة بها- 76 ألف و942 نسمة، وفق إحصاء عام 2004.
الاقتصاد:
تعتمد منطقة تدمر في حياتها الاقتصادية على الفلاحة والزراعة وتربية الماشية، وتدعم الصناعة التقليدية والسياحة اقتصاد المنطقة لما فيها من مناظر طبيعة وآثار تاريخية كثيرة لها صيت عالمي.
التاريخ:
ورد اسم تدمر في لوحات تعود للقرن الـ18 قبل الميلاد، وتذكر وثائق تاريخية أن الكنعانيين والعموريين والآراميين سكنوها منذ 30 قرنا قبل الميلاد وسموها بتدمر.
وفي القرن الثاني للميلاد أصبحت إمارة عربية، وكانت عاصمة التجارة الدولية بين الشرق والغرب، وحكمتها أسرة عربية من أشهر ملوكها أذينة الأول وحيران وأذينة الثاني زوج زنوبيا.
واقترن اسم تدمر بالملكة زنوبيا، واسمها ميسون بنت عمرو بن السميدع، وتنحدر من عشائر الفرات الأوسط
ساهمت الملكة زنوبيا في التطور العمراني لتدمر، وأمرت بتحصينها بعدد من القلاع، أشهرها قلعتا حلبية وزلبية، وأشرفت بنفسها على الإنشاءات والمباني بالمدينة التي تعرف بـ”لؤلؤة الصحراء”.أقلق اتساع نفوذ تدمر وملكتها حكام روما، خاصة بعدما سيطرت على الإسكندرية، فعاملوها في المرحلة الأولى بالدبلوماسية، وفي المرحلة الثانية بالقوة حيث حاصرتها قوات الإمبراطور أورليان، وتم أسرها بعد مقاومة شرسة.
وكانت بداية نهاية تدمر المملكة التي حققت انتصارات وتوسع وازدهار اقتصاديا كبيرا.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.