بغداد تحتضن مؤتمر العمل العربي بدورته الخمسين: تحديات وآفاق

بغداد/ محمد الجنابي

برعاية كريمة من السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، انطلقت في العاصمة العراقية بغداد فعاليات مؤتمر العمل العربي بدورته الخمسين، وذلك في الفترة من 27 نيسان/أبريل إلى 4 أيار/مايو 2024. وشهد المؤتمر حضورًا هامًا ضمّ الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس منظمة العمل الدولية، ورئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، ووزراء العمل العرب، إلى جانب ممثلين عن البعثات الدبلوماسية.

في كلمة افتتاحية، هنّأ رئيس الوزراء العراقي عمال العالم بمناسبة عيدهم الذي يصادف الأول من أيار/مايو، متمنيًا لهم ولمنظماتهم النقابية والعمالية المزيد من التقدم والازدهار.

أكد المؤتمرون على أنّ العالم يواجه أزمات متعددة ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي والوضع الاجتماعي والنفسي والاقتصادي لشعوب الدول العربية، ممّا أثر سلبًا على إنتاجية العمل. وشدّدوا على أنّ مؤتمر العمل العربي المنعقد في بغداد يحمل مسؤوليات استثنائية تتجاوز تلك التي ناقشتها المؤتمرات السابقة.

حدد المؤتمرون جملة من التحديات والأولويات التي يجب العمل عليها، من أهمها:

  • تحسين أداء مؤسسات وعناصر سوق العمل.
  • بناء علاقة نوعية بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.
  • استقطاب المرأة إلى العمل كطاقة إنتاجية لا يمكن إغفالها، مع الحدّ من عمل الأطفال.
  • اعتماد أساليب إنتاجية جديدة ورفع مستوى العاملين والمؤسسات وتعزيز الإبداع والابتكار والتعاون مع التكنولوجيا الحديثة.

وإلى جانب ذلك، سلّط المؤتمر الضوء على الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتحسين واقع العمل والعمال، من خلال:

  • إطلاق “الإستراتيجية الوطنية لتقليل ومنع أوجه عدم المساواة في عالم العمل للأعوام 2024-2028” بالتعاون مع منظمة العمل الدولية.
  • مبادرات التشغيل والتطوير الخاصة بالفئات المتعددة، في مقدمتها مبادرة (ريادة) لتأهيل الشباب وإدخالهم سوق العمل.
  • إنشاء صندوق العراق للتنمية برأسمال ضخم من أجل خلق بيئة استثمارية توفر فرص عمل جديدة.

وأكد المؤتمرون على أنّ نجاح مؤتمر بغداد يتوقف على جدية مشاركة منظمات أطراف الإنتاج الثلاث وعلى تعزيز الحوار الاجتماعي. كما شدّدوا على عمل الحكومة العراقية على رسم تصورات مستقبلية بشأن القطاعات الاقتصادية الجديدة كالاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة والاقتصاد الأزرق.

وختامًا، عبّر المؤتمرون عن تطلّعهم إلى بناء عصري لمؤسسات العمل؛ لتحقيق نقلة نوعية في الأداء والتشريع والرقابة والسلامة المهنية، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة. كما أكدوا على أنّ التكامل بين البلدان العربية يمكن أن يوفر سوق عمل يستوعب جميع القادرين على العمل.

وإلى جانب ذلك، تمّ الإعلان عن انطلاق مشروع طريق التنمية الذي من المتوقع أن يوفر العديد من فرص العمل من خلال الصناعات التي سيتمّ توطينها في المناطق التي يمرّ بها.

يُعدّ مؤتمر العمل العربي بدورته الخمسين حدثًا هامًا يجمع صانعي القرار وممثلي أطراف الإنتاج في المنطقة العربية لبحث التحديات والفرص التي تواجه سوق العمل العربي.

وتُعدّ الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتحسين واقع العمل والعمال خطوة هامة في الاتجاه الصحيح.

وإنّ التعاون والتكامل بين الدول العربية ضروري لخلق سوق عمل عربي موحّد وقوي يستوعب جميع القادرين على العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.