في تطوّر دبلوماسي لافت أنهى أكثر من عقد من الجمود، أعلنت المملكة المتحدة رسميًا إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية، عبر زيارة تاريخية لوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى العاصمة دمشق.
وكان في استقباله اليوم رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في قصر الشعب، حيث جرت مباحثات رسمية حضرها وزير الخارجية والمغتربين السوري السيد أسعد الشيباني. وتركزت المباحثات على سبل إعادة بناء العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز أطر التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والقضايا الدولية الراهنة.
وفي لقاء منفصل، عقد وزير الخارجية السوري السيد أسعد الشيباني جلسة مباحثات مطولة مع نظيره البريطاني، تناولت آليات تفعيل الحوار السياسي، واستكشاف فرص التعاون المشترك في ملفات الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، والتغير المناخي، وعودة اللاجئين، فضلًا عن مناقشة العقوبات الغربية وآثارها على الشعب السوري.
وتأتي هذه الزيارة بعد قطيعة دبلوماسية استمرت منذ عام 2011، إثر اندلاع الثورة السورية وتجميد بريطانيا لعلاقاتها الرسمية مع دمشق. وقد وُصفت الزيارة بأنها “خطوة جريئة نحو إعادة تشكيل العلاقات الأوروبية مع سوريا”، في ظل تحوّلات دولية متسارعة وتزايد الدعوات داخل الاتحاد الأوروبي لإعادة تقييم الموقف من دمشق.
يُذكر أن لندن كانت من أبرز العواصم الغربية التي تبنّت موقفًا متشددًا من الحكومة السورية خلال السنوات الماضية، ما يجعل هذه الخطوة تحوّلًا نوعيًا في المشهد السياسي والدبلوماسي في المنطقة.