بعد أن كانت الوسيط في درعا، روسيا تطلب وساطات عشائرية لتسيير دورياتها في دير الزور

كان لاعتراض أهالي دير الزور على مرور الدوريات الروسية أثرا بالغا وسبب صدمة غير متوقعة لهم، مما جعلهم يشعرون بحالة من عدم الأمان على جنودهم وٱلياتهم، فمن الواضح أن الأمور لم تسير كما يشتهي الروس في ديرالزور، مما دفعهم إلى إعادة حساباتهم واللجوء إلى الوساطات العشائرية بما يتناسب مع طبيعة المنطقة القبلية، وربما لن تنجح هذه الوساطات لأن لشعب المنطقة توجه سياسي معين لايرتبط بالضرورة بأراء شيوخ العشائر وانتمائهم، مما يعني بأن هذا الأمر سيكون عصيا على روسيا في الأيام المقبلة، وفي سياق متصل قال مصدر مقرب من رئيس تيار الغد السوري المعارض، أحمد الجربا، إن زيارة الأخير إلى موسكو ولقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تتعلق بتسهيل عبور الدوريات الروسية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وذلك بعد أن رفض أهالي المنطقة مؤخراً، مرور هذه الدوريات من مناطقهم.

وأضاف المصدر أن الروس اقترحوا على الجربا لعب دور الوسيط الايجابي مع عشائر في دير الزور لضمان المرور الآمن للدرويات الروسية،
وأشار إلى أن الجربا قدم بعض المطالب للجانب الروسي مقابل المساهمة في هذا الأمر، من بينها الحصول على ضمانات محددة، دون مزيد من التفاصيل وكان شيخ عشيرة البكارة نواف البشير، قد أعرب عن استعداده لأن يكون جزءاً من اتفاق يضمن عبور الدوريات الروسية بريف دير الزور الغربي، ويفضي إلى تسوية أوضاع أبناء العشائر بالتنسيق مع روسيا، لذلك تفاجئ الروس باختلاف موقف أبناء ديرالزور العفوي، وربما يعزز موقف أبناء ديرالزور وإعادة حساب الجيش الروسي لانتشاره في المنطقة هو التواجد الأمريكي الكثيف في تلك المنطقة على خلاف مدينة درعا التي مارست روسيا عليهم الضغط والتهديد بعملية عسكرية في حال لم ينصاعوا للمقترحات التي قدمها النظام في حينها. ومن العوائق أيضا حديث أحمد الخبيل أبو خولة، قائد مجلس دير الزور العسكري الذي يعتبر قائداً عسكرياً وزعيما عشائريا ومن الشخصيات البارزة في صنع القرار في المنطقة، وماذكره قبل أيام في تصريح مصور، عن استحالة الإتفاق مع الروس والنظام في الفترة الحالية والمقبلة، وبأنه لم يكن هناك أي تنسيق يذكر مابين مجلس دير الزور العسكري والجانب الروسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.