اليوم العالمي للتسامح،،

اليوم العالمي للتسامح ١٦ نوفمبر/تشرين الثاني
رغم الظروف والضغوط التي نمر بها يبقى التسامح كنزاً لا يفنى
لا شك ان العنف والكراهية مرض يؤثر على جميع المجتمعات والأفراد ومن يحمل الكراهية والبغضاء في قلبه يعيش دائماً في صراع داخلي مع نفسه ومع الآخرين ولن يستطيع ان يعيش بسلام.
على مر السنين والعصور شهدت المجتمعات جميع انواع الحروب والصراعات والعنف والكره ويمكننا القول ان جميع الافراد على هذا الكوكب تعرض لشتى أنواع الإضطهاد العرقي او الديني او الجنسي فيما بينهم على مدار العصور.
لكننا جميعنا نعلم بأن رد الإساءة بالإساءة ليس الحل الأمثل للقضاء على العنف ونعلم ايضا بأن بالتسامح والعفو يعم السلام والطمأنينة وهو الطريق لنبذ العنف والكراهية، كما دعت جميع الاديان الى التسامح وعلمتنا بأنها هي الدعامة الأساسية للعلاقات الإنسانية.
وفي عام ١٩٩٦ دعت الجمعية العامة للامم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم العالمي للتسامح في 16 /نوفمبر، من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور
وجاء هذا الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح.
وأعلنت هذه السنة بناء على مبادرة من المؤتمر العام لليونسكو في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1995، حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادئ المتعلقة بالتسامح و خطة عمل متابعة سنة الأمم المتحدة للتسامح.
وفي عام ١٩٩٥ انشئت منظمة اليونسكو جائزة مادانجيت سنغ لتعزيز التسامح واللاعنف في الانشطة المختلفة العلمية والفنية والثقافية.
أنشئت هذه الجائزة بمناسبة الاحتفال بسنة الأمم المتحدة للتسامح وبذكرى مرور مائة وخمسة وعشرين عاماً على ميلاد المهاتما غاندي،  وقد اُستلهم إنشاء الجائزة من المثل العليا الواردة في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي ينص على أن “من المحتم أن يقوم السلام على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر”.
وتُمنح الجائزة كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح (16 تشرين الثاني/ نوفمبر)، بوصفها مكافأة لشخصيات أو مؤسسات أو منظمات امتازت بمبادرات جديرة بالتقدير بوجه خاص، على مدار عدة سنوات، ترمي إلى تعزيز التفاهم وتسوية المشكلات الدولية أو الوطنية بروح من التسامح واللاعنف.
التسامح والتمسك بالعفو يرفع مكانة الفرد ويساهم في نهضة المجتمع وتطوره، وهنا يجب القول بأن التسامح لايعني ابداً القناعة بمعتقدات الطرف الآخر ولكنها مهارة من مهارات عدم التعصب واللاعنصرية واللاعنف بالإضافة الى احترام الإختلاف.
تعرف المنظمات الانسانية التسامح على انها التأكيد الواعي على الأحكام، والمُعتقَدات التي تنطوي على مبادئ العدالة، والمساواة، والرعاية، والنظر في محنة الآخرين؛ أي تقديم الاحترام، والمساواة للذين يختلفون في خصائصهم العِرقيّة، والدينيّة، والجنسية، وغيرها ورَفض التعصُّب بمختلف أشكاله، والقبول الكامل للآخرين رغمَ اختلافهم.
ومع ذلك يجب على الفرد ان يكون متسامحاً حقيقياً، اي ان الشخص لابد ان يعفو ويتسامح مع الآخرين عن قناعة تامة وليس تجنباً للمشاكل او بسبب انه في موضع ضعف ولا يستطيع المعارضة، لذلك من الضروري ومهم جداً ان يكون الفرد متسامحاً عن قناعة.
وتكمن أهميّة التسامح في حفظ حقوق الإنسان، وتحقيق السلام، الديمقراطيّة، الحدّ من العنف، النزاعات والحروب.
وفي النهاية لايسعني القول الا إن التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا وهو ليس واجبا أخلاقيا فحسب، وإنما هو واجب سياسي وقانوني أيضا، ويسهم في وضع ثقافة السلام مكان ثقافة الحرب.

إعداد : نالين عجو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.