النظام السوري يشرعن للرذيلة في سوريا ومجلس الشعب يصفقون

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

لم يكتف النظام السوري بإفساد العقل والعلم والدين، بل تعدى ذلك إلى اللعب بالأعراض والأنساب وتشريع الزنا في البلاد والترويج له رسميا.

وجاء ذلك، عبر مرسوم جمهوري نشرته وكالة الأنباء الرسمية للنظام سانا وصفحة ما يسمى الجمهورية السورية.

ونص مرسوم بشار الأسد حرفيا على الآتي: تعدل المادة (28) من القانون رقم (13) لعام 2021 لتصبح على النحو الآتي: 

– لا يجوز تسجيل مولود من زواج غير مسجل إلا بعد تسجيل الزواج أصولاً 

ب- إذا كان المولود غير شرعي لا يذكر اسم الأب أو الأم أو كليهما معاً في سجل الولادة إلا بحكم قضائي. 

ج- إذا ثبت بوثائق رسمية بنوّة المولود غير الشرعي لوالدته يسجل في سجل الولادة مباشرة. 

وبينما عرقل التعديل المقرر في المرسوم تسجيل الأبناء من الزواج الشرعي، دون أن يكون قد تم تثبيته أصولاً، سمح بالنص بتسجيل الأبناء من زواج غير شرعي بمجرد وجود وثيقة تثبت عائدية الطفل لوالدته، وهذه الوثيقة قد تتوفر من أي مشفى أو مركز صحي.

يقول المحامي السوري فهد القاضي إن هذا التعديل مشتق من القانون الإيراني الذي يعالج مشكلة الأبناء الذين يأتون من زواج المتعة أو من ولادات خارج مؤسسة الزوجيه.

وأضاف أن أبعاد هذا التعديل كارثية على المجتمع السوري وسيؤدي إلى ضياع الأنساب وتفتيت المجتمع أخلاقياً واجتماعياً وتفكيك بنية الأسرة السورية.

وسبب إصداره أنه جاء للتغطية على كارثة باتت متفشيه في المجتمع السوري في مناطق سيطرة النظام، حيث آلاف الحالات من الولادات جاءت نتيجة علاقات جنسية غير شرعية بما يعرف بالمساكنة وزواج المتعة.

ويتفق المستشار القانوني خالد شهاب الدين مع رأي المحامي فهد القاضي، مضيفاً أن هذا القانون الذي أصدره بشار الأسد هو تشريع رسمي للزنا والترويج له بحجة إيجاد مخرج للأطفال الذين جاؤوا بطريق غير شرعي.

ولفت شهاب الدين إلى مسألة أخرى غاية في الأهمية، وهي أن النظام ومن خلال هذا التعديل سيصبح بإمكانه إعفاء مجرميه وجلاديه من أي مسؤولية عن الأطفال الذين جاؤوا عن طريق اغتصاب السوريات 

في سجونه وأقبية فروعه المخابراتية.

ورغم الاتفاق بأن مجلس الشعب، معطل في سوريا منذ 50 عاماً، لكن المستشار شهاب الدين، أكد أن هذا التعديل قد مر على المجلس، ومصادق عليه إذ حمل صفة مرسوم تشريعي، وهو نافذ الآن وفق صيغته الحالية، التي تعتبر جريمة كبرى بحق سوريا التي لم تعد موجودة في ظل هذا النظام المجرم المستبد، كما وصفه.

وكان الكاتب السوري المعروف فؤاد حميرة، قد لفت في منشور له قبل أيام إلى معلومة قد تكون غائبة عن أذهان كثير من السوريين، أوضح من خلالها حجم الدمار الذي سببه النظام السوري  الأب والابن لسوريا وتاريخها وحضارتها.

فهل تعلم أن مجلس الشعب هو السلطة التشريعية في سوريا؟ وهل تعلم أن هذ المجلس لم يصدر عنه تشريع واحد منذ العام 1971 رغم أنه السلطة التشريعية ومناط به إصدار التشريعات؟ وهل تعلم أن عمله ينحصر في المصادقة على المراسيم المحالة إليه؟ وهل تعلم أن ذلك معناه أن مجلس الشعب معطل منذ خمسين عاما.

وهل تعلم أن هذا المجلس ليس له دور سوى التصفيق والتطبيل للنظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.