النظام السوري ودوره في بؤس السوريين وقتلهم وتهجيرهم وفقرهم

سوريا – فريق التحرير

تعد الحرب الأهلية السورية واحدة من أكثر الأزمات المعاصرة تدميرًا وإلحاحًا. منذ بداية الاحتجاجات في عام 2011، قاد بشار الأسد النظام السوري في مواجهة المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة (د ا ع ش) هذا الصراع العنيف أدى إلى وقوع عدد هائل من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تهجير ملايين السوريين.

 

النظام السوري، تحت قيادة الأسد، تم اتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الهجمات الكيميائية على المدنيين، والتعذيب، والقتل الجماعي. هذه الأعمال القمعية أثرت بشكل كبير على البنية التحتية للبلاد، مما أدى إلى تدهور شديد في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سوريا.

 

الفقر والبؤس أصبحا جزءًا من حياة العديد من السوريين، حيث فقد الكثيرون منازلهم وأعمالهم بسبب الحرب. العديد من الناس يعانون من نقص الغذاء والرعاية الصحية والتعليم، وهذا الوضع أدى إلى تزايد معدلات الفقر واليأس.

 

في ظل النظام السوري تحت قيادة بشار الأسد، وقبله والده حافظ الأسد، هناك العديد من التقارير والشهادات التي تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة. العديد من المراقبين الدوليين والمنظمات غير الحكومية قد أفادت عن استعمال العنف المفرط والتعذيب والاعتقالات الجماعية كأساليب لقمع المعارضة. كما تحدثت التقارير عن فساد مستشري واستغلال الثروات الوطنية.

 

تعتبر إيران وروسيا من أبرز الداعمين للنظام السوري. في حين أن إيران تقدم الدعم العسكري والمالي، فإن روسيا تقدم الدعم العسكري والدبلوماسي، خاصة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع أي قرار يدين النظام السوري.

 

بالنسبة للمجتمع الدولي، فقد واجهت الردود على الأزمة السورية انتقادات بسبب الفشل في توفير حل فعال للنزاع. العديد من الدول العربية الأخرى، خاصة تلك التي تعاني أيضا من الاستبداد، قد أيدت النظام السوري أو على الأقل امتنعت عن انتقاده بشكل علني. ولكن هذه القضية معقدة وتتأرجح بين السياسة الداخلية والخارجية والمصالح الجيوستراتيجية.

 

يعتبر الوضع في سوريا معقدًا للغاية ويشمل العديد من العوامل المختلفة. فعلى مدى عقود من الزمن، كان النظام السوري يحكم البلاد بقبضة من حديد، وتميز بأساليب قمعية واعتقالات تعسفية وتصفية جسدية لكل من يعارضه. ومنذ بداية الانتفاضة السورية في عام 2011، وجد النظام نفسه في مواجهة احتجاجات شعبية سلمية تطالب بالديمقراطية والحرية، ولكنه رفض التفاوض مع المعارضة السورية واختار اللجوء إلى القوة لإخماد الانتفاضة، وهو ما أدى إلى تفاقم النزاع بشكل كبير.

 

وفيما يتعلق بنهب الثروات، فقد تمتلك عائلة الأسد وأقاربهم شبكة واسعة من الأعمال التجارية والاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، وقد تم الكشف عن تورطهم في عدة قضايا فساد ونهب للمال العام. ومن جهة أخرى، يوجد تقرير من الأمم المتحدة يفيد بأن النظام السوري قام بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الهجمات الكيميائية على المدنيين واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين.

 

وبالنسبة للمجتمع الدولي، فقد تمت محاولات عديدة لإنهاء النزاع في سوريا، ولكنها لم تحقق أي نتائج ملموسة حتى الآن. ويعزى ذلك جزئيًا إلى الانقسامات الداخلية في المجتمع الدولي، وتداخل المصالح السياسية والاقتصادية في الأزمة السورية، بالإضافة إلى تدخل بعض الدول الإقليمية والدول الكبرى في الصراع، مما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير

 

 

 

النظام السوري يمنع المنظمات الإنسانية من تأدية دورها

 

 

تواجه المنظمات الإنسانية العديد من التحديات في تقديم المساعدة في سوريا، ومن أبرز هذه التحديات:

 

1- قيود الوصول: يتعرض العاملون الإنسانيون لقيود في الوصول إلى المناطق الخطرة والمناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة والنظام السوري. كما أن هناك قيود في توزيع المساعدات على الأشخاص المحتاجين في بعض المناطق.

 

2- الأمن: تواجه المنظمات الإنسانية خطر الهجمات والاختطافات والتهديدات الأمنية من قبل المجموعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.

 

3- التحديات المالية: تتطلب عمليات المساعدة الإنسانية تمويلًا كبيرًا، وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبة في الحصول على التمويل الكافي لتلبية الاحتياجات المتزايدة في سوريا.

 

4- تعقيد الوضع السياسي: يتداخل الوضع السياسي المعقد في سوريا مع عمليات المساعدة الإنسانية، وتتعرض المنظمات الإنسانية لضغوط سياسية من جميع الأطراف المتنازعة.

 

5- الصعوبات التنظيمية: يواجه العاملون الإنسانيون صعوبة في العمل في بعض المناطق بسبب الصعوبات التنظيمية والبيروقراطية، والتي تتطلب توافر التصاريح والموافقات من السلطات المحلية والحكومية.

 

6- تزايد الاحتياجات: يتزايد عدد الأشخاص المحتاجين في سوريا بشكل مستمر، مما يزيد الضغط على المنظمات الإنسانية لتلبية هذه الاحتياجات.

 

 

و من التحديات الأخرى التي يواجهها العاملون الإنسانيون في سوريا، بما في ذلك:

 

1- الأوضاع الإنسانية الصعبة: يعاني السكان المدنيون في سوريا من أوضاع إنسانية صعبة بسبب النزاع المسلح والحصار والتشريد، مما يتطلب توفير مساعدة إنسانية عاجلة.

 

2- النزوح: يتعرض العديد من السكان المدنيين في سوريا للنزوح بسبب النزاع المسلح والحصار، وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبة في توفير الإيواء والرعاية اللازمة لهؤلاء النازحين.

 

3- الأطفال المتضررين: يعاني الأطفال في سوريا من آثار النزاع المسلح والحصار، ويتعرضون للإصابة والتشرد والتهجير، وتحتاج المنظمات الإنسانية إلى توفير الرعاية اللازمة لهؤلاء الأطفال المتضررين.

 

4- النقص في الموارد: يتعرض العاملون الإنسانيون في سوريا لنقص في الموارد المادية والبشرية، مما يؤثر على قدرتهم على تقديم المساعدة الإنسانية بشكل كافٍ وفعال.

 

5- الصراع المسلح: تتعرض المنظمات الإنسانية في سوريا للهجمات والتهديدات من الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، مما يعرض حياة العاملين الإنسانيين للخطر.

 

6- الصعوبات في التنسيق: يتطلب تقديم المساعدة الإنسانية في سوريا تنسيقًا كبيرًا بين المنظمات الإنسانية والحكومات المحلية والدولية، وتواجه المنظمات صعوبات في التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.

 

تتطلب عمليات المساعدة الإنسانية في سوريا التركيز على تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين، وتحتاج إلى تعاون وجهود مشتركة من قبل المنظمات الإنسانية والحكومات المحلية والدولية والجماعات المجتمعية المحلية لتوفير الدعم والمساعدة اللازمة للمتضررين في سوريا.

 

دور المليشيات الإيرانية في سوريا

 

 

تشير التقارير الدولية والمحلية إلى أن المليشيات الإيرانية لعبت دورًا هامًا في تفاقم الوضع الإنساني في سوريا، وفي تهجير السكان المدنيين وقتلهم. وتتضمن هذه الأنشطة:

 

1- الدعم المالي والعسكري: توفر إيران دعمًا ماليًا وعسكريًا للنظام السوري، مما يمكنه من مواصلة الحرب ضد المعارضة المسلحة والمدنيين.

 

2- إرسال المرتزقة: تقوم إيران بإرسال قواتها ومرتزقتها الى سوريا، وتشكل هذه المجموعات ميليشيات مسلحة تقوم بتنفيذ عمليات قتل وتشريد وتهجير السكان المدنيين.

 

3- الانتهاكات الحقوقية: تتهم المنظمات الدولية الميليشيات الإيرانية بارتكاب انتهاكات حقوقية وجرائم حرب في سوريا، بما في ذلك القتل العشوائي والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري للمدنيين.

 

4- السيطرة على الموارد: تتحكم الميليشيات الإيرانية في بعض الموارد الاستراتيجية في سوريا، مثل النفط والغاز والأراضي الزراعية، مما يؤثر على حياة السكان المدنيين ويزيد من معاناتهم.

 

5- تأجيج الصراع: يعتبر تدخل إيران في الصراع في سوريا ودعمها المستمر للنظام السوري، من بين العوامل التي تزيد من تأجيج الصراع وتفاقم الوضع الإنساني في البلاد.

 

تتطلب تحسين الوضع الإنساني في سوريا تقديم الدعم والمساعدة اللازمة للسكان المدنيين، وإنهاء النزاع المسلح والحصار، والتحرك باتجاه إجراءات تعزيز السلام والاستقرار في البلاد. ويجب التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الحرب التي ارتكبتها كل الأطراف المتنازعة في سوريا، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عنها.

 

 

الدورالروسي المعادي للشعب السوري

 

 

تلعب روسيا دورًا هامًا في النزاع في سوريا، وتدعم النظام السوري بشكل حاسم. وقد تم اتهام روسيا بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا، وتدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية في البلاد. وتشمل الأنشطة التي يتم اتهام روسيا بها:

 

1- الدعم العسكري: تقوم روسيا بتزويد النظام السوري بالدعم العسكري والمالي واللوجستي، وتقوم بإرسال مرتزقتها وقواتها الخاصة للقتال في سوريا.

 

2- العرقلة الدبلوماسية: تستخدم روسيا الفيتو (حق الاعتراض) في مجلس الأمن لمنع اتخاذ إجراءات دولية ضد النظام السوري، وتعرقل الجهود الدولية لتأمين إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة في سوريا.

 

3- القصف الجوي: تتهم روسيا بقصف المناطق المدنية في سوريا، وقد تسببت غاراتها الجوية بمقتل وتشريد العديد من المدنيين.

 

4- تدمير البنية التحتية: تقوم قوات روسيا والنظام السوري بتدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية في سوريا، مثل المستشفيات والمدارس والمحطات الكهربائية ومحطات المياه.

 

5- الانتهاكات الحقوقية: تتهم روسيا بارتكاب انتهاكات حقوقية وجرائم حرب في سوريا، بما في ذلك القتل العشوائي والتعذيب والاغتصاب.

 

تتطلب الأوضاع الإنسانية الصعبة في سوريا وضع حد للنزاع المسلح وإيجاد حل سياسي شامل للأزمة، وتوفير المساعدة الإنسانية والإغاثة للسكان المتضررين. ويجب على المجتمع الدولي العمل بشكل جاد لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، بما في ذلك روسيا والنظام السوري وجميع الأطراف المتنازعة الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.