الموصل الحدباء تاريخ عريق،،

الموصل هي ثاني أكبر مدينة عراقية وهي مدينة عريقة

وكما أن للمدينة عدة ألقاب تعرف بها مثل أم الربيعين لاعتدال الطقس بها في الربيع والخريف والحدباء لاحتداب دجلة لدى مروره بها أو لاحتداب منارة الجامع النوري.

وسماها العرب الموصل لكونها ملتقى عدة طرق تربط الشرق بالغرب واهتم الأخمينيون الذين حكموها سنة ٣٣١ ق.م في توطين العرب والفرس فيها وأصبحت مدينة ذات شأن.

لم تسلم الموصل من الحروب التي دارت بين الشرق والغرب والتي سببت نكبتها لعدة مرات ومنها الحروب التي دارت بين الساسانيين والرومان سنة ٢٤١ وسنة ٥٧٩ وفي سنة ٦٢٧ انتصر الروم على الفرس بعد معركة حاسمة قرب الموصل فأصبحت الموصل تحت حكم الروم و الموصل كمدينة قديمة تعني الساحل الأيمن وقد بناها العرب الفاتحين ايام الفتوحات الإسلامية لمنطقة الجزيرة وجبال كردستان اما الساحل الشرقي الأيسر من المدينة حاليا فهي بالأصل مدينة اشورية اسمها نينوى. لا يعرف بالتحديد معنى تسمية نينوى اسم المدينة في زمن الأكديين غير أنه يرجح أن يكون له علاقة بالإلهة عشتار إلها أخسوبة الرافدينية كون اسمها القديم كان نينا فردية أخرى ترجع اسم المدينة إلى الآرامية حيث تعني كلمة نونا السمك. ولا تزال المدينة بأكملها تعرف أحيانا بنينوى أو آثور لدى الريان. ويعود أول ذكر للتسمية الحديثة إلى كسينوفون المؤرخ الإغريقي في القرن الخامس قبل الميلاد حيث ذكر وجود مستوطنة صغيرة تحت اسم مبسيلا (باليوناني. غير أن كون هذه التسمية تعود لنفس المدينة الحديثة مشكوك به كونها كانت تقع على الضفة الشرقية لدجلة. ويرجح من جهة أخرى أن تكون الكلمة ذات أصل عربي بمعنى ما يوصل بين شيئين كونها وصلت بين ضفتي دجلة لدى بنائها وقيل بين الجزيرة والعراق وقيل لأنها تصل بين دجلة والفرات.

، في سنة ٦٣٧ دخل العرب المسلمون الموصل بقيادة ربعي بن الأفكل العنزي الذي دبر خطة للسيطرة على الموصل بمساندة قبائلها العربية التي كانت في قتال ضد الروم في تكريت فقامت هذه القبائل بالانسحاب إلى الموصل مُظهرين انهزام المسلمين في معركة تكريت حتى إذا دخلوا المدينة سيطروا على أبوابها لتدخل وراءهم جيوش المسلمين.

وحسب ياقوت الحموي الموصل: بالفتح وكسر الصاد: المدينة المشهورة العظيمة إحدى قواعد بلاد الإسلام قليلة النظير كبرا وعظما وكثرة خلق وسعة رقعة فهي محطّ رحال الركبان ومنها يقصد إلى جميع البلدان فهي باب العراق ومفتاح خراسان ومنها يقصد إلى أذربيجان وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق وقيل وصلت بين دجلة والفرات وقيل لأنها وصلت بين بلد سنجار والحديثة وقيل بل الملك الذي أحدثها كان يسمّى الموصل وهي مدينة قديمة الأسّ على طرف دجلة ومقابلها من الجانب الشرقي نينوى وفي وسط مدينة الموصل قبر جرجيس النبي، وقال أهل السير: إن أول من استحدث الموصل راوند بين بيوراسف الازدهاق. وكلمة موصل هي من كلمة أصل وينشأ من ظرف مكان الفعل وصل. وكلمة موصل يعني مكان فيها يصل كل شيء التجارة والمعاشرة والبيع.

ويسكن الموصل نحو مليوني نسمة، يتكلمون اللهجة الموصلية التي تختلف عن باقي لهجات العراق والشام لتأثرها بلغات أخرى كالتركية والفارسية والكردية. ويُشكل العرب السنة أغلب سكان المدينة، كما ينتشر بها الأكراد وجميعهم من السنة بالإضافة إلى التركمان والعرب. ولاتزال الموصل الحدباء تاريخ ينبض بعبق الماضي التليد.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.