المفتي العام في سوريا انتخاب وليس تعين من هوا الشيخ “أسامة الرفاعي” مفتي سوريا الجديد

انتخب “المجلس الإسلامي السوري” بالإجماع، الشيخ أسامة الرفاعي، مفتيًا عامًا لسوريا، وأعلن عنه من خلال بيان مصور أصدره المجلس أمس السبت، 20من تشرين الثاني/نوفمبر. وجاء انتخاب “الرفاعي” لهذا المنصب على خلفية إلغاء نظام الأسد لمنصب المفتي العام في مناطق سيطرته، بموجب مرسوم تشريعي صدر في 15 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
وأكد المتحدث باسم “المجلس الإسلامي” مطيع البطين أن “لمقام الإفتاء منزلة مرموقة في تاريخ الحضارة الإسلامية ومكانة رمزية على تعاقب العصور والدول، لم يجرؤ على المساس بها أحد، إلى أن تحكمت هذه العصابة الطائفية في سوريا (نظام الأسد)، ففرّغته من مضمونه وجعلته تعييناً، بعد أن كان انتخاباً من كبار العلماء لمن يستحق هذه المكانة”. وأضاف “البطين” أن “حلقات التآمر” على منصب الإفتاء اكتملت حين صدر مرسوم الأسد بإلغائه كلّيّا، ما أدى لاستنكار السوريين على اختلاف مواقعهم جراء ذلك “الاعتداء على هذا العنوان العريض الذي يعد أحد أعمدة الهوية السورية”، لافتاً إلى أنه “كان لا بد للعلماء من وقفة في وجه هذه الهجمة على هوية سوريا”. ولفت البطين إلى أن “المجلس الإسلامي” باعتباره الهيئة الممثلة للعلم والعلماء، و”مجلس الإفتاء السوري” باعتباره الهيئة المتخصصة بالفتوى، وبعد التباحث مع العلماء السوريين بالأمر الجلل، وقيامًا بما وصفه بـ”الواجب الشرعي”، قرروا إبقاء المنصب وانتخاب الرفاعي مفتيا عاما لسوريا. ورحّبت أوساط سورية محلية وشخصيات وكيانات عربية إسلامية ترحيبا واسعا بانتخاب الشيخ “الرفاعي” لهذا المنصب، بدأته “هيئة علماء فلسطين” التي تقدمت في بيان لها بالتهنئة للشعب السوري ومجلسه الإسلامي بانتخاب العلامة الرفاعي. واعتبرت “هيئة علماء فلسطين” أن هذا الانتخاب “يعيد مقام الإفتاء إلى مكانته الحقيقيّة بالانتخاب بعيداً عن التعيين والتّحكّم السياسيّ، وهي خطوة مباركة نعلنُ في هيئة علماء فلسطين عن دعمها وتأييدها”. ويعتبر “المجلس الإسلامي السوري” هيئة مرجعية شرعية وسطية سورية، تسعى إلى جمع كلمة العلماء والروابط الشرعية، وإيجاد الحلول الشرعية لمشكلات السوريين وقضاياهم. وعقد “المجلس” لقاءه التأسيسي الأول في إسطنبول في نيسان 2014، بحضور عدد من العلماء والدعاة السوريين، بحسب ما يعرف نفسه عبر موقعه الإلكتروني.يذكر أن الشيخ أسامة الرفاعي من مواليد دمشق عام (1944)، وهو الابن الأكبر للعلامة الدمشقي الراحل، الشيخ عبد الكريم الرفاعي، ودرس اللغة العربية وعلومها بجامعة دمشق وتخرج فيها عام 1971، وبعد ذلك أصبح خطيباً في جامع عبد الكريم الرفاعي نسبةً لوالده.وهاجر في عام 1981 إلى المملكة العربية السعودية بشكل قسري هرباً من حملة حافظ الأسد حينها ضد الجماعات الإسلامية بتهمة الانتماء لحركة “الإخوان المسلمين” والتي ترافقت بمجازر واسعة طالت حماة وحمص وحلب وراح ضحيتها آلاف المدنيين. ومع انطلاق الثورة السورية المباركة في عام 2011م  انحاز الشيخ أسامة، إلى صفوف الثورة، وكان له دور بارز في مواجهة نظام الأسد وميليشياته واحتضان المتظاهرين في مسجد عبد الكريم الرفاعي الذي كان يخطب فيه في حي كفرسوسة وسط العاصمة دمشق. ورفض الامتثال لأوامر مخابرات الأسد، فتعرض لمضايقات عديدة ،كان أبرزها اقتحام الشبيحة لمسجد الرفاعي في كفرسوسة خلال ساعات الفجر في ليلة القدر بشهر رمضان في 17 آب/أغسطس  2011م. وقامت ميليشيات الأسد بضرب الشيخ أسامة بسبب خطبه المعادية للظلم والطغيان الممارس من نظام الأسد، نقل على إثرها لأحد مشافي دمشق لتلقّي العلاج، وانتقل عقب ذلك إلى تركيا وأعاد إحياء “رابطة علماء الشام” برئاسته، إلى جانب تكثيف دعمه ومناصرته للثورة السورية. يجدر بالذكر أن الشيخ أسامة الرفاعي زار مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، في 6 آب/أغسطس الماضي، وافتتح  أول مركز للمجلس في الشمال السوري. وظهر عدد من قادة أبرز الفصائل كـ”الجبهة الشامية” و”أحرار الشام” إلى جانب “الرفاعي” في جولته أثناء زيارة مدينة أعزاز، ما يعزز دور العلم والعلماء ومكانتهم لدى قادة الفصائل ومكونات الجيش الوطني. وترأس الرفاعي “المجلس الإسلامي السوري” منذ تأسيسه في إسطنبول عام 2014، ليكون المرجعية الإسلامية والفقهية للشعب السوري الثائر ضد نظام الأسد وميليشياته، ويضم المجلس نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية من أهل السنّة والجماعة في الداخل والخارج.

إعداد : محمد العبدالله
تحرير : محمد السراج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.