اللاجئون السوريون من الهروب من النظام إلى الهروب ممايجري في السودان 

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى

تستمر الاشتباكات المسلحة العنيفة لليوم التاسع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد أشهر من التوترات بين الطرفين اللذين كانا شريكين في السابق، في حين اتسعت دائرة الاشتباكات لتشمل 9 ولايات سودانية، إثر تصاعد الخلافات بين الرجلين، ما يهدد بخروج الأمور عن السيطرة.

ويلاحق الموت السوريين اللاجئين في السودان، بعد فرارهم من شبح ذلك الموت الذي أفرزته آلة حرب النظام السوري المستمرة منذ ما يزيد على 12 عاماً.

وخلال الأيام الخمسة الأولى من الاشتباكات المندلعة منذ منتصف نيسان الجاري بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، لقي 4 لاجئين سوريين حتفهم في السودان برصاص تلك الاشتباكات. في حين تعرضت سفارة النظام السوري لاعتداءات من قبل عناصر تابعين لقوات الدعم السريع، ما أدى إلى حدوث أضرار فيها.

موقع موالي أفاد بدوره في تقرير نشره السبت، بأن عدد السوريين الذين قضوا بنيران المعارك المندلعة حتى مساء أمس السبت، وصل إلى 11 شخصاً.

في حين يعيش بقية اللاجئين السوريين في السودان أوضاعاً صعبة، نتيجة تزايد وتيرة الاشتباكات بين الطرفين وما خلّفته من صعوبة في الانتقال صوب المناطق الآمنة، وانقطاعٍ للطاقة الكهربائية وشُحّ في مياه الشرب.

وهناك مباحثات تجري حالياً للنظر في أوضاع السوريين المقيمين في السودان، بعد أن وصل عدد ضحاياهم إلى 11 قتيلاً. وأضاف أن المباحثات المذكورة، تجري بين سفارة النظام السوري في الخرطوم ووزارة الخارجية والمغتربين للنظام، بهدف التوصل إلى آلية بشأن تأمين سلامة الجالية السورية في السودان، المقدّر عدد أفرادها بنحو 30 ألفاً.

وزعمت المصادر أن تلك الآلية تشتمل على “التنسيق مع المنظمات الدولية ودول لديها إمكانيات داخل السودان لتأمين وصول أبناء الجالية السورية إلى مناطق آمنة في السودان براً، وذلك عبر نقلهم من الخرطوم إلى بورتسودان، ومن ثم نقلهم من مطار بورتسودان إلى سوريا.

من جهتها، نقلت وكالة إعلام النظام (سانا) عن مصدر في “الخارجية”، أن الوزارة وجّهت سفارة النظام في الخرطوم إلى تسجيل أسماء أفراد الجالية السورية الراغبين بالإخلاء “وفق الإمكانات المتاحة”، بدون أن تحدد ماهية تلك الإمكانات

ونقلت صحيفة يوم السبت عن الشاب السوري “محمد” المقيم في منطقة قريبة من العاصمة السودانية الخرطوم، أن أوضاع السوريين المقيمين هناك “صعبة للغاية خاصة في الخرطوم، مع انقطاع الكهرباء والمياه وصعوبة التنقل”.

وأضاف محمد أن “هناك صعوبة بالغة في التنّقل والوصول لولايات آمنة”، لافتاً إلى أن البعض ممن يملكون أوراقاً ثبوتية وجوازات سفر سورية سارية المفعول بإمكانهم دخول مصر بحال وصولهم للمعابر الحدودية بين البلدين، بينما أجبر البعض على سلوك طرق التهريب.

وأردف: “حالياً هناك مناشدات للجهات الأممية لإجلاء السوريين إلى مناطق آمنة”، مشيراً إلى وجود مجموعات (واتساب) للسوريين يجري الحديث فيها عن إمكانية إجلاء إلى السعودية، نافياً وجود أي توجيه من حكومة النظام السوري أو آليات وخطط زعمت خارجية النظام العمل عليها.

وأوضح الشاب محمد أن القائمين على الأمر يطلبون صورة عالية الدقة عن جواز السفر، رافضين الإفصاح عن أي خطوات تليها. كما أكّد عدم وجود أي جهة رسمية تتابع وضع الجالية السورية في السودان حالياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.