اللاجئون السوريون في تركيا بين العنصرية المقيتة والترحيل التعسفي

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى

يرى مراقبو الدفاع عن حقوق اللاجئين أن ملف اللاجئين السوريين تحوّل إلى مادة سياسية خاضعة لمصالح الدول وحساباتها، في ظل محاولات خجولة لحلٍ سياسيّ يبدو متأخراً للأزمة السورية المندلعة منذ العام 2011، فقد أصبح اللاجئون كبش المحرقة في لعبة الأمم المتحدة.

فعندما غادر اللاجئون السوريون بلادهم هرباً من القتل والدمار، كانت النتيجة أن لاحقهم العنف والتمييز إلى البلاد التي فروا إليها بحثا عن الأمان مثل تركيا ولبنان . فقد تركوا بيوتهم خوفاً من أن تسقط على رؤوسهم جراء القذائف والبراميل المتفجرة، فسقطت عليهم وعلى أولادهم أسقف منازل الغربة وخيمها لتقضي على آخر أمل لهم في عيش آمن بعيد من ساحات الحرب وصوت الرصاص ورائحة المجازر.

ويعاني اللاجئون السوريون في تركيا من حملات مناهضة لوجودهم ومطالبات بترحيلهم تحت قناع الطوعية، ناهيك عن حظر تجوّلهم بعد ساعات المساء وسوء إدارة الدولة شؤونهم، ويتفاقم الغضب الشعبي ضدّهم، لدرجة أنهم تلقوا تهديدات وتعرّضوا لاعتداءات.

ويشعر السكان في تركيا التي تستضيف أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري، الرقم الأكبر بين الدول المستضيفة، بالغضب تجاه السوريين، إذ يتهمونهم بالاستفادة من الخدمات العامة وسرقة الوظائف، بسبب أجورهم المتدنية، ما فاقم أزمة البطالة في تركيا.

ويهاجم الأتراك المحال التي ترفع يافطات أو إعلانات مكتوبة باللغة العربية، لذلك يتخوف اللاجئون السوريون من العودة إلى محالهم بعد وقوع أحداث عنف ضدهم، وباتوا يلجأون إلى وضع لافتات جديدة باللغة التركية لحماية أنفسهم، والتزاماً بقرار رئيس بلدية إسطنبول، الذي أعلن الأسبوع الماضي أنه يتوجب على المتاجر أن تضمن كتابة نسبة 75 في المئة على الأقل من اللافتات باللغة التركية.

ناهيك عن حملات الترحيل التي يشنها الأمن التركي وبشكل تعسفي كل يوم على اللاجئين السوريين ليتم ترحيلهم إلى سوريا رغم أن أردوغان كان قد تحدث عن إعادة اللاجئين السوريين تكون طوعية ،وقد تم إغلاق المعابر الإنسانية لنقل مرضى السرطان إلى تركيا لتلقي العلاج ،ولذلك أطلق ناشطون سوريون في الشمال السوري حملة تضامن مع مرضى السرطان، لفك الحصار عنهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.