اللاجئون السوريون في تركيا أكثر المنتظرين لنتائج الانتخابات التركية

تركيا – مروان مجيد الشيخ عيسى

تقترب ساعة الحسم في تركيا ،خلال الانتخابات القادمة ،التي ستكون الأقوى منذ عقود .

فعلى الرغم من الوعد ببداية حقبة جديدة من العدالة والديمقراطية، كان مرشح المعارضة للرئاسة كمال كيليجدار أوغلو صريحاً بشكل خاص حول رغبته في ترحيل اللاجئين السوريين، موضحاً خططه في كل تجمع حاشد عندما قال: سوف نعيد جميع السوريين إلى بلادهم في غضون عامين على أبعد تقدير”.

وتتزايد المشاعر المعادية للاجئين داخل حزب الشعب الجمهوري على الرغم من رفعه شعارات الديمقراطية الاجتماعية، حيث دعا أحد الفروع المحلية وسائل الإعلام لمشاهدة سوريين من منطقتهم يستقلون حافلات متجهة إلى الحدود الجنوبية لتركيا، وقال أونورسال أديغوزيل، نائب كيليجدار أوغلو: “من وجهة نظرنا، نحن لا نقول بطريقة عنصرية إننا سوف نعيد الناس، من خلال السياسة الصحيحة والتواصل السليم مع سوريا، نريد إعادة بناء المنطقة مرة أخرى وإعادة السوريين خطوة إلى الوراء”.

وفي السياق الانتخابي، رد أردوغان على حزب الشعب الجمهوري بالضغط من أجل استعادة العلاقات بسرعة مع دمشق والتقى وزير الدفاع التركي ورئيس المخابرات مراراً بنظرائهما السوريين، وهي أعلى الاجتماعات منذ أكثر من عقد، وقال وزير الخارجية النظام السوري فيصل المقداد للصحفيين: على أنقرة  سحب قواتها من شمال سوريا حتى يصبح التقارب الكامل ممكناً.

فلا تزال إمكانية المصالحة الكاملة مع بشار الأسد كافية لأردوغان للادّعاء بأن السوريين المقيمين في تركيا آمنون للعودة، وفي العام الذي سبق الانتخابات، صعّدت الحكومة التركية ما تصفه ببرنامج العودة الطوعية رغم أن السوريين والجماعات الحقوقية نفوا أن تكون طوعية، وقد أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش بأن العائدين كثيراً ما تعرضوا للاعتقال، وأُجبروا على التوقيع على استمارات الترحيل، وتعرّضوا للاعتداء، وفي بعض الحالات أُجبروا على عبور الحدود عائدين إلى سوريا تحت تهديد السلاح.

إن ما يقدّر بنحو 4 ملايين سوري في تركيا تعمّقت علاقتهم بهذا البلد على مدى العقد الماضي رغم المناخ العدائي المتزايد.

فبأحد استطلاعات الرأي، قال 80٪ على الأقل من الأتراك إنهم يريدون عودة السوريين، وقد وجد هذا الشعور موطناً متزايداً عبر الطيف السياسي في تركيا، وسط تصاعد أصوات الأحزاب المعادية للمهاجرين علناً، حيث هاجم تحالف سياسي عريض يحاول الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسته المتعلقة بالهجرة.

النتيجة كانت حرب شد وجذب بين الائتلاف الحاكم بقيادة أردوغان وحزب الشعب الجمهوري المعارض حول مصير الجالية السورية في تركيا، حيث يتنافس كلا الحزبين علناً على التعهد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة واستعادة العلاقات مع الأسد بسرعة.

وبالتالي، عندما تتجه تركيا إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد، فإن الجالية السورية على موعد لتحمل الخسارة بغض النظر عمن سيفوز.

فأصبح اللاجئ السوري في تركيا ،أكثر تحليلا وتمحيصا لما ستفضي إليه الانتخابات التركية ،بين جماعة أردوغان والمعارضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.