الفرزدق الشاعر الذي حبس بسبب قصيدة.

هوهمام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي. وكنيته أبو فراس وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه، ومعناها الرغيف، اشتهر بشعر المدح والفخرُ وَشعرُ الهجاء.الفرزدق (38 هـ / 641م – 110 هـ / 732م) شاعر عربي من شعراء العصر الأموي من أهل البصرة،له قصائد كثيرة اختلفت أغراضه الشعرية وتنوعت من مدح وفخر وهجاء وصاحب لسان فصيح وألفاظ جزلة حتى أنهم قالوا عن شعره : كان ينحت من الصخر شعره ومن أشهر قصيدة له في مدح علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب حيث كان في مكة وجاء الخليفة هشام بن عبدالملك يطوف حول الكعبة المشرفة وحاول الخليفة الوصول للحجر الأسود لازدحام الناس ولم يستطع فوضعوا له كرسيا قريبا من الكعبة المشرفة ينظر إلى الناس ولفت انتباهه رجل يطوف والناس تفسح له الطريق حتى وصل للحجر الأسود واستلمه دون أي عائق فسأل هشام بن عبدالملك من هذا الذي تتفسح الناس عنه فرد عليه الفرزدق بقصيدة رائعة كانت سببا في أمر الخليفة بحبسه. قال فيها :يَا سَـائِلِي‌: أَيْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالكَـرَمُعِنْـدِي‌ بَـيَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـواهَذَا الذي‌ تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُوَالبَـيْـتُ يَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُهَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُهَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُهَذَا الذي‌ أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُصَلَّى عَلَیهِ إلَهِي‌ مَا جَرَى القَلَمُلَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُلَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَى القَدَمُهَذَا عليٌ رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُأَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي‌ الاُمَمُهَذَا الَّذِي‌ عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌوَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُهَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍوَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي‌ في‌ سَيْفِهِ نِقَمُإذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَاإلَی‌ مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي‌ الكَرَمُيَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحتهرُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُوَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِالعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُيُنْمَى إلَی‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي‌ قَصُرَتْعَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُيُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِفَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُيَنْجَابُ نُورُ الدُّجَى عَنْ نُورِ غُرِّتِهِكَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُبِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌمِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي‌ عِرْنِينِهِ شَمَمُمَا قَالَ: لاَ، قَطُّ إلاَّ فِي‌ تَشَهُّدِهِلَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُمُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُطَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُحَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُواحُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُإنْ قَالَ قَالَ بمِا يَهْوَى جَمِيعُهُمُوَإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زَانَهُ الكَلِمُهَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُبِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوااللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُجَرَى بِذَاكَ لَهُ فِي‌ لَوْحِهِ القَلَمُمَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِيَاءِ لَهُوَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُعَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْعَنْهَا العِمَأيَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُكِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَايُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُسَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَى بَوَادِرُهُيَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُلاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُرَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُمِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُكُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجىً وَمُعْتَصَمُيُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَى بِحُبِّهِمُوَيُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُمُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْفِي‌ كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُفشاعت اخبار هذه القصة والقصيدة في أرجاء الدولة الأمويةالتي مثلت قولة حق أمام سلطان جائر دون نفاق ولا مداهنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.