العنوسة وخطورتها في المجتمع السوري،،

العنوسة مصطلح عام يستخدم للإشارة إلى كل من تجاوز سن الزواج المتعارف عليه ضمن مجتمعه الذي يعيش فيه، ذكراً كان أم أنثى، لكنّه متداول بصورة أكبر لوصف الإناث. وعمر العنوسة يختلف باختلاف عادات وأعراف المجتمع، كما يختلف تقديره بين سكان الريف والمدن. وإن كان الحديث عن عنوسة الرجال لا يقل أهميّةً عن الإناث وبالذات في الحالة السورية.
حيث نشرت تقارير عن نسبة العوانس في سوريا أنها بلغت حاجز 70% في الوقت الذي وصف فيه ارقام الإحصائية بالصادمة وانتشرت تلك التقارير على نطاق واسع بين السوريين حيث وصفوها بالصادمة.
هذا وان السبب الرئيسي لارتفاع نسبة العنوسة الحاصلة يكمن في الحرب السورية وتداعياتها الأقتصادية والديمغرافية. فبعد مضي اكثر من عشر سنوات على الحرب السورية فقد مئات الشباب بين سني ال20وال40 بين قتيل ومهاجر ومعتقل حيث جميع الذين انتسبوا للقتال مع الفصائل المتقاتلة هم من فئة الشباب الذكور كذلك الهجرة حيث هاجر المئات ألاف من الشباب هرباً من الموت والازمة الاقتصادية كذلك الخدمة الألزامية. حيث أن قوات النظام تعتقل على حواجزها المنتشرة بكثافة في جميع البلاد السورية كل من تجاوز عمره 18حتى عمر40 أما خدمة الزامية وأما احتياط ليقضي الشاب السوري عشر سنوات مفتوحة تحت خدمة الجيش السوري.
ومن أسباب العنوسة السجون السورية حيث مئات الاف من الشباب يقبعون تحت سجون النظام وقوات سورية الديمقراطية بالأضافة لسجون فصائل المعارضة.
منهم المفقودين لدى تنظيم الدولة.”د ا ع ش”
ومن الاسباب الاكثر شيوعاً الوضع الأقتصادي حيث تكلفة الزواج الباهضة في ظل ضروف معيشية صعبة حيث تكلفة الزواج تتجاوز 1500دولار في ظل متوسط راتب الفرد السوري في جميع سيطرة القوة المتصارعة 50 دولار شهرياً اي لاتسد تكلفة مصاريف الطعام عشر ايام.
نستنتج بأن جيل كامل من السوريين مهدّد، فارتفاع سن الزواج سيؤدي إلى تأخر الإنجاب، ما يعني في حال من الأحوال تراجع إنجاب جيل بأكمله، عدا عن أن كثيرين قرّروا العزوف عن الإنجاب أصلاً، وهو ما يهدد التشكيل الديموغرافي لمعدل الأعمار الشابة في سوريا، لاسيما مع فقدان الآلاف حياتهم خلال الحرب حيث فقدت كثير من البلدات والقرى، خصوصاً في بعض المناطق الموالية للنظام، معظم رجالها وشبابها، لتنتهي إلى مناطق خالصة من النساء الأرامل والعوانس. ينطبق ذلك (وإن بنسب مختلفة) على مجمل الجغرافية السورية حيث الحضور النسائي طاغٍ في جميع المواقع سواء العمل أو الجامعات أو سواها.
وهذا الأمر سيحمل في طيّاته آثاراً سلبية عميقة جداً على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية وسيتسبب على المدى البعيد بتغيير بنية المجتمع السوري نفسها من مجتمع وصف طوال العقود الماضية بالفتي إلى مجتمعٍ هرم كلّ هذا وسواه يضاعف من مسؤولية المرأة السورية، ويتركها وحيدةً تواجه مصيراً مجهولاً. وهي تفتقد لكثير من المؤهلات التي تمكنها من سد الفراغ الذكوري الحاصل. كما أنّ كثيراً من التجمّعات السورية لا زالت محكومة بأعراف وتقاليد ذكوريّة تمنع المرأة من القيام بما تعتبره وظائف الرجل. وهذا سيزيد من حدّة الأزمة بالذات على صعيد الاقتصاد وتزايد نسب الفقر..
لم يبق امام السوريين لتجاوز تلك الازمة سوى حل واحد (تعدد الزوجات) حيث أن تعدد الزوجات هو ممارسة تقوم على تزوج الرجل بأكثر من امرأة في وقت واحد، تعدد الزوجات جائز في بضعة أديان مثل الإسلام وبعض الطوائف المسيحية مثل المورمونية.
في الدين الأسلامي يقسم حكم التعدد الى عدة أبواب منها ماهوا (واجب التعدد)( وأستحباب التعدد) (وندب التعدد)(وأكراه التعدد) .
ومن باب (ندب التعدد: يكون التعدد مندوباً في بعض الحالات. وتحديداً فإنه يُندب لمن كان قصده من التعدد الوصول إلى غايةٍ شرعيَّة كأن تكون غايته ونيته تكثير سواد المسلمين. أو حل مشكلة العنوسة عند نساء المسلمين.

إعداد: عبدلله الجليب

تحرير: إبراهيم حمو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.