الطائفية البغيضة، من زرع جذورها في سوريا المتٱخية،

سوريا – خاص وكالة BAZ –

تمتاز سوريا عبر كافة مساحتها الجغرافية، بترابط شعبها الوثيق مع البيئة التي يعيش فيها، ولازمتهم القاب مرتبطة بانتمائهم لتلك المنطقة التي يعيشون فيها حسب مواصفاتها وميزاتها الطبيعية، فتعددت تلك الألقاب مابين أبناء الشعب السوري كطابع وطني مابين مختلف أبنائها، فالساحلي لقب كان يطلق على أبناء اللاذقية وطرطوس، والحوراني على ابن درعا والجنوب، والشامي لإبن دمشق وريفها، والفراتي تختص بأبناء الرقة ودير الزور، والجزراوي لأبناء الحسكة وأريافها، ألقاب كانت تختزل النسيج المعقد والفريد للمواطنين السوريين، فلم تكن المفارقة بينهم إلا للإشارة لموقعه الجغرافي فقط، شعب لم تكن للطائفية في صفحاته أي عنوان، وهذا الكلام ينطبق على سوريا الحديثة من بدايات القرن الماضي وبقي مستمراً حتى إنطلاق الشرارة الأولى للإنتفاضة الشعبية، التي كسرت اللوحة الفسيفسائية للبلاد ومزقت نسيجها المتين،

ماهي الأسباب التي اججت الطائفية،

إذا تكلمنا بأمانة ومهنية عن هذا الموضوع، لم تكن هناك طائفية في سوريا حتى مع حكم حافظ الأسد، كيف لا ومن قام بدعم حكمه وترسيخ جذوره شخص سني بامتياز، وهو مصطفى طلاس أبن مدينة الرستن في حمص، فحزب البعث عمل على عدم تمتين الطائفية بين مكونات الشعب السوري مع تشديده على الإنتماء الحزبي وفرض تمييز ما بين الأحزاب الأخرى فلم يكن مهتما بالطابع الطائفي مع الإقرار بحصول بعض التجاوزات، ولكن مع انطلاق الثورة من حوران ودرعا تحديداً، استغل الضعفاء التمييز الطائفي لاعبين على الشريان المهم والحساس وأيقظوا خطراً نائما لم يكن بحسبان أبناء الشعب السوري برمته، حيث تحدث النظام عن استهدافات الأكثرية السنية، للأقليات الأخرى محذراً من خطورة انتفاضتهم وماستتركه عليهم وإقناعهم بأن السنة سيذيقونهم مرارة الذل والتعذيب وسيجعلون منهم عبيدا،

إيران ودورها المسموم،

انتهزت إيران المراقد الدينية واستخدمتها كذريعة للدخول في أتون الحرب السورية وبررت تدخلها لحماية هذه المراقد، وكان هذا من اهم المداخل التي اتاحت إستخدام الطائفية وفرضها على أبناء الشعب السوري الواحد، وتكمن المفارقة كما قلنا بأن النظام أول من تحدث عن ترهيب الأقليات بالطائفة السنية، ليتولى بعدها الإعلام السوري زمام الأمور في نشر هذه الأكاذيب، فقد عمل النظام بحرص تام ومطلق على تعبئة الطائفة العلوية تحديداً شاحنا إياها بالأكاذيب والأخبار المضللة، ومع ازدياد الأمور سوءاً وبلوغها ذروة الحرب الطائفية عملت بعض فصائل المعارضة أيضاً على نشر الطائفية وقتل العلويين تحت مسميات ومبررات عدة، وكان ٱخرها ظهور التنظيمات الراديكالية التي كفرت الجميع وعززت تللك الطائفية التي بلغت أقذر المستويات، في حين كانت سوريا نموذجاً يحتذى به على مستوى العالم للتعايش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.