الشرق الأوسط: مصير إدلب رهن قمة الرئيسين بوتين وأردوغان.

قالت صحيفة الشرق الأوسط إن مصير إدلب، أو جزء منها على الأقل، رهن قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، في سوتشي يوم 29 أيلول الحالي، بعد لقاء بوتين برئيس النظام السوري بشار الأسد في موسكو عشية الحوار بين مبعوثي الرئيس الروسي ونظيره الأميركي جو بايدن في جنيف منتصف الشهر الحالي.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدلب عالقة بين رغبات وأولويات متناقضة وحسابات دقيقة، فالنظام يواصل القصف المدفعي على جنوب إدلب، كما يواصل “القصف الإعلامي” عبر تصريحات رسمية وتسريبات إعلامية عن “تحرير إدلب”.

ويرى النظام بحسب الصحيفة، أن الظروف مواتية في ضوء الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وتراجع أولوية سوريا والشرق الأوسط لدى الإدارة الأميركية وإعطاء هامش أوسع لمبادرات إقليمية، وشعور النظام بأن تركيا تحت الضغط.

ولفتت إلى أن بوتين يوافق على قسم كبير من تفسيرات وتوجهات النظام، ويضيف إليها أن وجود القوات الأجنبية عقبة أساسية أمام استعادة السيادة السورية وإعمار البلاد، مع التحذير من بؤر الإرهاب.

ومع تمددت الخريطة الروسية في الجنوب السوري، يحاول بوتين اختبار إمكانية تمددها في الشمال؛ مما يفسر زيادة حجم ورقعة الغارات الروسية هناك، بحسب الصحيفة.

وأشارت إلى أن بوتين يلوح بورقة إدلب وملف الهجرة للأوروبيين، ويضغط على إردوغان قبل لقائهما الأربعاء المقبل، والنظام السوري يريد نسخ “سيناريو الجنوب” في الشمال.

وعلى الرغم من ذلك، تعتقد الصحيفة أن هناك فرق مهم بين الشمال والجنوب، وهو العامل التركي، وتشير إلى أن روسيا تقول إن تركيا لم تنفذ التزاماتها في شمال غربي سوريا في أمرين: فتح طريق حلب – اللاذقية وإقامة منطقة آمنة على جانبيه وتسيير دوريات مشتركة عليه، ومحاربة التنظيمات الإرهابية وفصلها عن المعتدلين.

أما أنقرة فتقول إن موسكو لم تنفذ تعهداتها في أمرين: وقف القصف الجوي والمدفعي على إدلب ومنع موجة جديدة من النازحين في منطقة تضم نحو 4 ملايين شخص قرب حدودها، وإخراج «قوات النظام» من نقاط متفق عليها.

ولفتت إلى أن العلاقات بين تركيا وروسيا أوسع وأكبر وأهم من إدلب، وأن تركيا تقدم في الشمال موقفا مغايرا لمواقف الدول الإقليمية في الجنوب، يضاف إلى ذلك أن التعاون بين أنقرة وموسكو متواصل شرق الفرات، رغم التصعيد في إدلب.

وتؤكد الصحيفة أنه أمام هذه العوامل والتشابكات بين أنقرة وموسكو، أخرج المستشارون من الأدراج مقترحا قديما يتضمن مقايضة جنوب طريق حلب – اللاذقية في إدلب مقابل تل رفعت في ريف حلب.

أما البند الثاني الذي أخرجه المستشارون من خزائنهم ووضعوه على طاولة بوتين – إردوغان، فيتعلق باللجنة الدستورية؛ إذ إن روسيا وتركيا تعدّانها من أهم «إنجازات» عملية آستانا التي تشترك إيران معهما في رعايتها.

المصدر الحدث السوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.