“الشرق الأوسط”: مرور واشنطن من دمشق لا يعني “شرعنة النظام”

رأت صحيفة “الشرق الأوسط”، أن واشنطن لاتزال حذرة تجاه التعاطي السياسي مع النظام السوري، فالتعامل مع الواقع السوري يختلف عن “شرعنة النظام”، والموافقة على إيصال الطاقة، لم تصل بعد إلى “التيار” السياسي.

وقالت الصحيفة في تقرير، الأربعاء، إن اعتراض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إزاء تحركات ومبادرات الدول المجاورة لسوريا بخصوص التواصل مع النظام السوري، لم يعد صلباً كما كان في زمن إدارة دونالد ترامبـ، ولكن “الثابت أيضاً، أن إدارة بايدن لا تملك الشهية السياسية لمبادرات أكبر واختراقات أعمق، فمعدتها تتسع فقط لعدم قطع الطريق على التحركات”.

وأضافت أن واشنطن مهتمة “بصفقات صغيرة وترتيبات عملياتية تخص العلاقة بين الأكراد في القامشلي والحكومة في دمشق، ومنع ظهور “داعش”، وإعطاء الضوء الأخضر والمعلومات الاستخباراتية للضربات الإسرائيلية لمواقع إيران وحزب الله في سوريا، مع الإبقاء على أدوات الضغط عبر العقوبات والعزلة وقانون قيصر، لتغيير سلوك النظام”.

ورجحت “الشرق الأوسط” أن يكون المطروح حالياً هو مشاريع كثيرة ستعبر من سوريا، من دون المرور (سياسياً) بسوريا، كما حصل عندما بحث مدير “وكالة الاستخبارات الأميركية” (سي آي إيه) وليم بيرنز في بيروت، كيفية تمرير خط الكهرباء من الأردن إلى لبنان، عبر الأراضي السورية، من دون “عبور سياسي” بدمشق.

وأمام ذلك، سعى النظام السوري إلى “استغلال الحاجتين اللبنانية والأردنية، للدفع باتجاه اختراقين: إمداد سوريا بالغاز والكهرباء، بحصة عينية ومالية، وفتح بوابات سياسية مع واشنطن، وأخرى مع دول عربية، من بوابة (الربط الخماسي) الذي يبدأ من مصر”.

وأوكلت واشنطن لبيروت وعمّان مهمة البحث عن صيغ مع دمشق لحلحلة العقد السياسية والعملياتية، وكان هذا الموقف الأميركي من اقتراح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى بايدن، بتشكيل “مجموعة عمل” دولية- إقليمية، تضم روسيا أيضاً، لتنفيذ “خريطة طريق” مشتركة في سوريا، بحسب الصحيفة.

وبعد واشنطن وموسكو، ستكون المحطة المقبلة للمسؤولين الأردنيين، الذين تدارسوا الأمر مع تركيا ودول عربية أخرى، هي بغداد التي تستضيف قمة الجوار العراقي، حيث ستكون سوريا حاضرة كملف رئيسي، لاسيما أن مصطفى الكاظمي كان قد أوفد فالح الفياض، إلى بشار الأسد، لمعرفة ما يمكن أن تقدمه دمشق إلى بغداد، كي تدفع في القمة المقبلة باتجاه توفير أرضية طرح عودة سوريا إلى “البيت العربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.