السوريين على اعتاب 2022

ماذا ينتظر السوريون في عام جديد بعد أحد عشر عاما من الحرب الضروس حيث اعداد مخيفة للقتلى والمفقودين كذلك التشريد والتهجير. حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جهة مراقبة مقرها المملكة المتحدة ولها مصادر على الأرض في سوريا، إجمالي عدد القتلى بحوالي 387,118 قتيل بحلول ديسمبر/كانون الأول 2020، من بينهم 116,911 مدني مايعني قبل عام .ولا تشمل هذه الحصيلة 205,300 شخصا آخرين. يقال إنهم مفقودون وفي عداد الموتى. من بين هؤلاء 88 ألف مدني يرجح أنهم قُتلوا أثناء التعذيب في سجون النظام السوري. وبحلول يناير/كانون الثاني 2021، قدرت الأمم المتحدة أعداد السوريين المحتاجين لمساعدات إنسانية داخل سوريا بحوالي 13.4 مليون شخص، من بينهم ستة ملايين في أمس الحاجة لها. ويجاهد أكثر من 12 مليون شخص للعثور على الطعام كل يوم، في حين يعاني نصف مليون طفل من سوء تغذية مزمن.
وجاءت الأزمة الإنسانية العام الماضي مصحوبة بتدهور اقتصادي غير مسبوق، إذ انخفضت قيمة العملة السورية بشكل كبير. مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار الطعام. كما تعاني البلاد من انتشار إصابات كورونا. التي لا يُعرف مداها بالتحديد بسبب القدرات المحدودة على إجراء الاختبارات وتردي نظام الرعاية الصحية.وبلغ تعداد ساكنة سوريا قبل الصراع حوالي 22 مليون نسمة. فر أكثر من نصفهم من بيوتهم بعد الحرب. ويبلغ عدد المهجرين داخل البلاد حوالي 6.7 مليون شخص. يعيش كثير منهم في مخيمات، في حين سُجل 5.6 مليون آخرين كلاجئين في الخارج.
عام جديد دون تقدم لأي من الحلول تزامناً بتدهور أ في اقتصاد لم يسبق له مثيل وفي ظل تأتيرات وباء كورونا.
حيث فشلت مطالب مجلس الأمن الذي طرحه عام 2012 بوجود كيان حاكم أنتقالي يتم تشكيله على أسس توافقية. كذلك فشلت محادثات جنيف 2 التي شهدت تسع جولات مناقشة دون أحداث اي تقدم وذلك بسبب تعنت رأس النظام بشار الأسد عن الخروج من منصبه الذي تعتبره المعارضة جزء من الحل.
هذا ورعت روسيا وأيران وتركيا مفاوضات موازية عرفت باسم مفاوضات الأستانة في عام 2017 حيث توصل الاطراف لأتفاق بتشكيل لجنة من 150فردا لكتابة دستور جديد ينتهي أعلى اقامة انتخابات حرة وعادلة. لكن في يناير 2021 حيث عقب المبعوث الأممي الخاص الى سوريا: انهم حتى لم يبدؤوا كتابة مسودات للأصلاحات. وأشار بيدرسون الى انه في وجود خمسة جيوش أجنبية نشطة في سوريا. لذلك لا يمكن للمجتمع الدولي التظاهر بأن حل الصراع في ايدي السوريين وحدهم.
لايوجد مايشير الى حلول في القريب العاجل بل هناك ماهوا مخيف حقا في ظل التوترات بين القوى العظمة في اوكرانيا. كذلك أنتشار وباء كورونا والازمة الاقتصادية في سورية. كذلك الضربات الاسرائيلة على الأراضي السورية والتهديدات الأيرانية بردها.
لتبقى سورية تدفع فاتورة تلك الحرب التي يديرها قوة خارجية عظمى متصارعة على بوابة الشرق الاوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.