السوريون في خضم الانتخابات التركية بين المؤيد والمعارض

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى 

بعد يوم حافل بالمجريات في ظل الانتخابات التركية، ينظر إلى الانتخابات ، في إطار السياسة الخارجية، على أنها مصيرية في مسار بناء الحوار بين تركيا والنظام السوري وإعادة تفعيل العلاقات معه، بحيث ستكون نتائجها النقطة الفاصلة في إكمال هذا المسار ضمن الشروط المطروحة بين الجانبين.

وفيما شهدت العاصمة الروسية موسكو، اجتماعاً لوزراء خارجية تركيا والنظام، وهو اللقاء الدبلوماسي الأول من نوعه بعد لقاء وزراء الدفاع، يبدو أن النقاط الخلافية الأساسية لا تزال قائمة بين الجانبين.

إذ يريد النظام السوري من تركيا سحب قواتها بشكل كامل من الأراضي السورية، فيما تشترط تركيا القضاء على انتشار أي قوة قرب حدودها، وتوفير أساس عسكري وسياسي لعودة اللاجئين.

فأردوغان يستخدم عملية التطبيع مع النظام كخطوة انتخابية، وإذا بقي في السلطة، فلن يكون لديه سبب لدفع هذه العملية.

بالإضافة أن النظام السوري يدعم فوز المعارضة التركية بالانتخابات المقبلة.

فهل يريد النظام السوري رحيل أردوغان؟ نعم بالتأكيد. لقد كانت في حالة حرب مع تركيا في أوقات معينة خلال السنوات العشر الماضية. لقد قاموا بحملات منذ سنوات ضد الغزو التركي لشمال سورية، وفق تعبير النظام. 

ولا جدوى من الاستمرار في التطبيع إذا فاز أردوغان في الانتخابات، فالنظام السوري ينظر إلى الرئيس التركي أردوغان، كشخص يتدخل في بلاده ويدعم الفصائل المسلحة في الشمال السوري ويقف إلى جانب المعارضة السورية.

فالنظام السوري والعديد من دول المنطقة يريدون رحيل أردوغان، وفوز المعارضة التركية.

ومع ذلك، فإن تركيا في وضع قوي للغاية بسبب علاقاتها الجيدة مع روسيا، فالعلاقة بين سورية وتركيا ليست ثنائية الاتجاه، بل تتم عبر روسيا.

من ناحية أخرى، فحكومة النظام السوري تعترف بحزب الشعب الجمهوري ومرشحه كمال كليشدار أوغلو، وسبق أن زارت وفوده النظام السوري عدة مرات وتبنى مسؤولوه خطاباً إيجابياً للغاية نحو النظام.

ومع ذلك ففي حال فوز حزب الشعب الجمهوري، سيحاول أيضاً تحسين علاقاته مع الغرب، وقد يتطلب ذلك نهجاً شديد الحذر عندما يتعلق الأمر بالمصالحة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.

لكن الفوز في الانتخابات لا يعني بالضرورة أن المعارضة الحالية ستسحب قواتها من سورية، لكن سيحتاجون إلى التفكير مرتين قبل سحب القوات، وهناك سببان رئيسيان لذلك.

الأول أن سحب القوات يمكن أن يؤدي لمشاكل، من بينها زيادة تدفق اللاجئين السوريين لتركيا في حال سيطر النظام على الشمال السوري.

والثاني أن مهمة الجيش التركي في سورية هي التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية ، وتنظر أقسام من المعارضة التركية إليها على أنها تهديد وطني، وبالتالي فإن أي حكومة تركية لا يمكنها سحب قواتها من سورية بين عشية وضحاها.

وتضع المعارضة التركية ترحيل اللاجئين السوريين كأبرز الملفات ضمن برنامجها الانتخابي، إذ قال المرشح كمال كلشدار أوغلو إنه في حال الفوز سيعيد جميع السوريين لبلدهم في غضون عامين كأبعد تقدير ،سينسق ذلك بالتعاون مع حكومة النظام السوري.

أما السوريين الذين يعيشون في تركيا قلقون من احتمال انتصار المعارضة، فخطاب المعارضة التركية عملي لكنه غير واقعي.

وفي حال فوز المعارضة التركية واتخاذها إجراءات لترحيل السوريين، فإن معظم السوريين لن يرغبوا بذلك وبالتالي فإن العودة ستكون قسرية، ما يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان.

وقد يعرض محاولات حزب الشعب الجمهوري لتحسين العلاقات مع الدول الغربية للخطر، وقد تثير هذه الخطوة رد فعل قوي من اللاجئين السوريين وأعضاء حزب العدالة والتنمية المعارضين آنذاك. كما أنه يخلق توترات شديدة مع قطر، على سبيل المثال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.