السوريون في السودان بين تشبيح السفارة والبحث عن الأمان

السودان – مروان مجيد الشيخ عيسى

بعد هذه الأيام العصيبة السوريين في السودان ومحاولاتهم الخروج من الحرب المستعرة هناك حاولت السعودية الحصول على جوازات سفرهم من أجل إجلائهم إلى ميناء جدة السعودي، إلا أن سفارة النظام السوري تسعى جاهدة لعرقلة سفرهم بغية ترحيلهم إلى سوريا وتسليمهم إلى نظام الإجرام هناك وخاصة أن أغلب الشباب في الجالية هم من المعارضين.

وفي حديث لأحد السوريين في السودان فقد أكد أن الناس تجمعت بشكل كبير في ميناء بورت سودان بانتظار إجلائهم إلى السعودية وبينهم آلاف السوريين، مضيفاً أنهم قاموا بإعطاء مسؤولي سفارة المملكة جوازاتهم وانتظروا لمدة يومين دون أن يتم نقلهم ثم طلبت السعودية ممثلاً عن السفارة السورية لفحص الجوازات.

وأردف أن النظام السوري أرسل شخصين يُدعيان يائيل وميشيل حيث طلبا أخذ الجوازات بزعمهم أن روسيا سترسل باخرة لإجلاء السوريين إلى ميناء طرطوس، وسيتم إجراء مصالحات مع الشباب المطلوبين أو إعادتهم للخدمة العسكرية أو حتى تأمين هجرة لهم خارج سوريا وفق ادعائهما.

وعندما رفض الناس ذلك قام السفير السعودي بالامتناع عن تسليم جميع الجوازات وأبقى عنده من لديه إقامة أو قريب من الدرجة الأولى في المملكة، في حين تشاجر السوريون مع ممثل سفارة النظام السوري لأخذ جوازاتهم فتدخل حينها الأمن السوداني طالباً منه إرجاع الجوازات لأصحابها، فأجابهم المدعو ميشيل بأنه سيقوم بإعادتها للناس في غضون ساعات.

وبيّن الرجل أن ما حدث بعد ذلك هو قيام ممثل سفارة النظام السوري بإخفاء الجوازات وإغلاق هاتفه، فيما أبدى الناس مخاوفهم من خطف الشباب السوريين وإرجاعهم إلى النظام السوري الذي سيقوم باعتقالهم وتعذيبهم، مضيفاً أن وضعهم الآن كارثي وأغلبهم ينام في الطريق ولا توجد معهم نقود وأصبحوا يبيعون أغراضهم الشخصية وهواتفهم النقالة لتأمين الطعام والشراب.

وناشد جميع السفارات وعلى رأسها السعودية ومصر للسماح بدخول السوريين ولا سيما المرضى منهم والنساء والأطفال، وعدم تمكين النظام السوري من خطفهم وإرجاعهم إلى سوريا خشية تعرضهم للقتل والإخفاء القسري.

وكانت صفحات محلية وناشطون بينوا إلى أن السعودية أوقفت إجلاء السوريين من السودان وطلبت ضمانات بأن يغادر من يتم إجلاؤهم ولا يبقون في السعودية، في حين اقترح سفير النظام السوري نقلهم تحت حراسة مشددة من ميناء جدة إلى سوريا.

من جهتها قالت طالبة سورية بالسودان: إن الموظف المسؤول عن جوازات السفر والذي يدعى ميلشيل يعامل الناس بفوقية وتكبر ويوجه لهم الإهانات بشكل كبير، في حين تقوم سفارة النظام بالتنصل من تأمين إجلاء السوريين وقامت بأخذ جوازاتهم بحجة التواصل مع السفارات الأخرى لنقلهم لكنها منذ عدة أيام لم ترجعها لهم أو حتى تؤمن لهم التأشيرة اللازمة، مضيفة أن البعض يعتقد أنها رفعت تلك الأسماء إلى أجهزة الأمن بسوريا ولاسيما أن أغلبهم مطلوبون للنظام ومعارضون له.

ولايزال وضع السوريين في السودان بين مد وجزر ينتظرون مد يد العون لهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.