في خطوة حاسمة ضد التطرف الداخلي، أعلنت السلطات الألمانية صباح اليوم الثلاثاء إلقاء القبض على بيتر فيتزيك، مؤسس حركة “مملكة ألمانيا – Königreich Deutschland”، التي نصّب نفسه على رأسها كـ”ملك لألمانيا” منذ عام 2012.
جاءت هذه العملية الأمنية بالتزامن مع قرار رسمي من وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت، بحظر الجماعة بالكامل. وأوضح دوبريندت أن “هذه الجماعة تمثل تهديدًا مباشرًا للنظام الديمقراطي في ألمانيا”، مشيرًا إلى أن “مملكة ألمانيا” أنشأت “دولة موازية” بنظام مالي ومؤسسات غير قانونية، وروّجت لأفكار معادية للسامية ونظريات مؤامرة خطيرة .
وشارك في العملية الأمنية أكثر من 800 عنصر من الشرطة، حيث نُفذت مداهمات في 14 موقعًا عبر سبع ولايات ألمانية، شملت ولايات ساكسونيا، شمال الراين-وستفاليا، وساكسونيا السفلى. وأسفرت المداهمات عن اعتقال أربعة من قادة الجماعة، بينهم فيتزيك، ومصادرة أصول مالية ووثائق مزيفة .
بيتر فيتزيك (59 عامًا)، الذي بدأ حياته كطاهٍ ومدرب كاراتيه، أعلن في عام 2012 تأسيس “مملكة ألمانيا” في مدينة فيتنبرغ، مدعيًا أن لديه 6,000 تابع. إلا أن وزارة الداخلية الألمانية قدّرت عدد الأعضاء النشطين بنحو 1,000 فقط. الجماعة أسست نظامًا موازيًا يشمل عملة خاصة، محاكم بديلة، وبنكًا “ملكيًا” خاصًا، في تحدٍ مباشر لسلطة الدولة .
وفي مقابلة له مع BBC عام 2022، صرّح فيتزيك بأنه لا يعترف بالجمهورية الفيدرالية الألمانية، ويؤمن بأنها “كيان غير شرعي”، داعيًا إلى استعادة الحكم الملكي.
السلطات شددت على أن التصدي لمثل هذه الحركات ضروري للحفاظ على الديمقراطية، في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدًا في تحركات التيارات المتطرفة.
