فتحت الإمارات سفارتها في دمشق في كانون الأول 2018 , بل وأعتقد إنها تساعد النظام اقتصادياً وتعمل مع مصر لإعادة سوريا الأسد إلى الجامعة العربية. في تشرين الأول 2020 أعادت عُمان أيضاً سفيرها إلى دمشق. وبقيت الأجواء التجارية المريحة في الإمارات (دبي) مصدر جذب لرجال أعمال سوريين على مدى الحرب، وهي ترى في إعمار سوريا فرصاً اقتصادية واضحة لها. لهذا السبب، وقفت بحزم ضد “قانون قيصر” الأمريكي الذي يصعب على رجال الأعمال الإماراتيين العمل في سوريا. ووفرت جائحة كورونا لأبو ظبي – التي حولت منذ 2012 إلى سوريا أكثر من 530 مليون دولار لأغراض إنسانية – فرصة لتعميق المساعدة ونقل إرساليات الغذاء، والعتاد الطبي والتطعيمات ضد الفيروس. وتحدث ولي العهد محمد بن زايد مع الأسد وتعهد بالمساعدة في مكافحة كورونا، وأعلن بأن “سوريا وشعبها لن يبقوا وحدهم”.
استبعدت المملكة العربية السعودية فكرة التواصل مع بشار الأسد أو تطبيع العلاقات مع نظامه، مؤكدةً أنها تدعم العملية السياسية في سوريا برعاية الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في لقاء مع قناة “CNBC” الأمريكية، إن الحاجة ملحة لإيجاد حل سياسي في سوريا، مضيفاً، “أن الوضع الحالي هناك (أي في سوريا) ليس مستداماً ويجب العمل على إيجاد مخرج للأزمة”.
وأشار، أن بعض الدول تعتمد نهجاً مختلفاً على أمل المضي قدماً بالعملية السياسية.
وأكد، أن بلاده تدعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي وكذلك تدعم مباحثات اللجنة الدستورية في جنيف، لكنها في الوقت نفسها تستمع إلى شركائها الإقليميين وتناقش معهم السبل التي تضمن الأمن ومستقبلاً أفضلاً للسوريين.
وأجاب وزير الخارجية السعودي عن سؤال يتعلق بإمكانية عودة العلاقات بين المملكة ونظام الأسد، قائلاً: “إن بلاده لا تفكر حالياً بالتعامل مع بشار الأسد”.
يذكر أن دولاً عربية بينها الأردن والإمارات، أعلنت فيما مضى عن تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد.
قاالت المستشارة الخاصة في الرئاسة السورية بثينة شعبان، إن الجهود جارية لتحسين العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية بعد أكثر من عقد من القطيعة بين البلدين العربيين.
وقالت شعبان لمحطة “شام إف إم” المحلية الناطقة بالعربية في وقت متأخر من الأربعاء: “جهود تُبذل لتحسين العلاقات بين السعودية ودمشق، وقد تأتي نتائج إيجابية قريبًا”.
وقال شعبان إن زيارة وزير السياحة السوري محمد رامي مارتيني إلى الرياض هذا الأسبوع لم تكن ممكنة في السنوات السابقة، وهي خطوة إيجابية، مشيرًا إلى أنها كانت أول زيارة من نوعها لوزير سوري إلى المملكة في السنوات الأخيرة.
وصل مارتيني إلى الرياض مساء الثلاثاء لحضور الاجتماع السابع والأربعين للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط يومي 26 و27 مايو/ أيار، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه بعض الدول العربية تطبيع العلاقات مع سوريا.
وقُطعت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية ودمشق منذ اندلاع الصراع السوري عام 2011.
وتوترت علاقات سوريا مع عدد من الدول العربية بشكل خطير بسبب الصراع في البلاد، مع تعليق عضوية سوريا التي مزقتها الحرب في جامعة الدول العربية مؤقتًا في 2013، مما ترك مقعد سوريا في المجلس شاغرًا منذ ذلك الحين.
وفقًا لوكالات الإعلام العربية، التقى رئيس الاستخبارات السعودية، خالد بن علي الحميدان، بالرئيس السوري الأسد ومدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك في 4 مايو/ أيار، لمناقشة إعادة العلاقات الدبلوماسية، لكن لم يؤكد أي من البلدين ذلك رسميًا.
لا يزال الحوار بين السعودية وسوريا في بدايته. وليس واضحاً لإيران مدى تحسن العلاقات بين الدولتين، وما إذا كان لها مصلحة في التقارب بينهما، وكم هم السعوديون مستعدون للاستثمار سياسياً واقتصادياً في سوريا. غير أن على إسرائيل في كل الأحوال، أن تستغل أجواء التطبيع بينها وبين الدول في المنطقة، وتتخذ سياسة نشطة مع دول الخليج كي تعقد معها جبهة متبلورة تتحدى التآمر الإيراني. وذلك بالتوازي مع مواصلة تجسد قوة الضرر العسكري التي يمكن أن تفرضها في سوريا كي لا تبقى خارج اللعبة في حالة تغيير إشكالي من ناحيتها في التركيبة الإقليمية.
إعداد إبراهيم حمو
تحرير تيماء العلي