يبدو أن المملكة العربية السعودية مدركة تماماً لما تفعله سياسياً مع لبنان وقطع علاقتها ليس مبنياً على كلام أو تصريح مسؤول لبناني هنا وهناك، فهي تحاول وضع الأمور السياسية في نصابها الصحيح من خلال فصل حزب الله اللبناني الذي تعده السعودية إرهابيا، عن الحكومة اللبنانية في صنع القرار، فأي مسؤول يدلي بتصريحات مضادة للمملكة أو مجلس التعاون الخليجي هي بالضرورة صادرة عن توجيهات ورغبات حزب الله اللبناني، وهذا ماتعتبره المملكة العربية السعودية متقاطعا تماماً مع الداعم والراعي الرسمي لهذا الحزب الإرهابي الا وهي إيران، وبناء على هذه المعطيات
تحدث وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، عن الخلاف مع السعودية، قائلا إن الحكومة غير قادرة على تحجيم دور حزب الله وهذه مسألة إقليمية وأضاف إن المملكة العربية السعودية تملي شروطا مستحيلة من خلال مطالبة الحكومة بالحد من دور حزب الله، مشيرا إلى أن السعوديين لم يجروا أي اتصالات مع الحكومة التي تشكلت حديثا حتى قبل الخلاف الدبلوماسي الأخير،
واعتبر: أننا أمام مشكلة كبيرة، إذا كانوا يريدون فقط رأس حزب الله، فنحن كلبنان لا نستطيع أن نعطيهم إياه، لأن تصريحات وزير الخارجية السعودي أن حزب الله وليس جورج قرداحي المشكلة، جورج قرادحي أشعل المشكلة، هو كان مثل فتيل للأزمة،
وشدد على أن حزب الله لا يهيمن على البلد، وأنه مكون لبناني يلعب سياسة، نعم لديه امتداد عسكري إقليمي، لكنه لا يستخدمه في لبنان. هذا أكثر مما نحن نقدر أن نحله، هذه نحن لا نستطيع حل ذلك كلنا نريد جيشا واحدا وبلدا واحدا ولكن لدينا واقعا، وقال بو حبيب إنه يعتقد أن الحوار المتبادل بين لبنان والسعودية هو السبيل الوحيد للمضي قدما لحل الخلاف وأن الوساطة القطرية هي الخيار الوحيد المطروح حاليا لحل المشكلة مع السعودية، كاشفا أنه لم تكن هناك اجتماعات على أي مستوى بين الطرفين منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي منذ أكثر من شهر، فهذا يعتبر إقرار صحيح من وزير في الحكومة اللبنانية الحالية عن مشروعية السعودية في قطع علاقتها مع لبنان وتحكم ميليشيا حزب الله بالقرارات السياسية وسيطرتها على الجسم السياسي في لبنان،
إعداد صدام السوري
تحرير تيماء العلي