الذاكرة السياسية.

على خطى والده بشار الأسد يقتل رفاقه.
تفجير مبنى الأمن القومي
تفجير مبنى الأمن القومي السوري هو تفجير حصل خلال الثورة السورية بتاريخ 18 تمّوز/يوليو 2012، ونتج عنه مقتل وزير الدفاع داود راجحة، ونائبه آصف شوكت، ورئيس خلية إدارة الأزمة حسن تركماني، وهشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث السوري (أعلن عن وفاته بعد يومين متأثرًا بحراحه)، وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار
في الانفجار قُتل 4 أعمدة للنظام، كانوا يحضرون اجتماعاً دورياً لـ”خلية الأزمة”، التي جرى تشكيلها بُعيد اندلاع الثورة السورية. إذ قُتلَ نائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت، ووزير الدفاع العماد داود عبدالله راجحة نائب قائد القوات المسلحة السورية، ورئيس “مكتب الأمن القومي” حينها اللواء هشام بختيار، ورئيس “خلية الأزمة” العماد حسن تركماني، فضلاً عن إصابة وزير الداخلية اللواء محمد الشعار.
وغابت عن الاجتماع شخصيات كان من المفترض حضورها، كاللواء علي مملوك، الذي كان يشغل منصب “إدارة أمن الدولة” حينها، واللواء جميل الحسن الذي كان يشغل منصب رئيس “الاستخبارات الجوية”، واللواء عبدالفتاح قدسية رئيس “شعبة المخابرات العسكرية” آنذاك. هؤلاء كانوا أعضاء أصلاء في “خلية الأزمة”، وغُيّبوا بشكل مُتعمد عن الاجتماع، بحسب مصادر “المدن”. جميع المتغيبين، حلّوا بدل القتلى في مراكزهم.
مصادر “المدن” أشارت إلى أنه وقبل أسبوع من الاجتماع، جرت تغييرات في الحراسة المُخصصة لمبنى “الأمن القومي”، بذريعة أن فصائل المعارضة تمكنت حينها من تنفيذ عمليات في عمق العاصمة دمشق. تغيير الحراسة استهدف تعطيل شبكة المتعاونين مع الضباط القتلى ضمن مبنى “الأمن القومي”، لمنع تنبيههم لما يُحضّرُ لهم.
وبحسب المدن أن مصادر أمنية أشارت إلى أن: “الشخصيات التي قُتلت في الاجتماع، كانت على تنسيق مع بعض الدول، للإطاحة بالأسد، وإيقاف شلال الدم في سوريا، ولتشكيل حكومة انتقالية وإن لم تكن لتُغيّر كثيراً في نظام الحكم في سوريا، لكنها ستكون مرضية لأغلب الأطراف”.
هذا وبحسب الكاتبة أماني مخلوف المقربة من عائلة الأسد.
وتؤكد الكاتبة السورية أماني مخلوف ان الصراع كان قد احتدم داخل منصات القيادة السورية منذ الشهر الأول وانقسم المسؤولون السوريون إلى قسمين:
قسم يريد حل الأزمة بشكل سلمي وعلى راسهم وزير الداخلية وقتها اللواء سعيد سمور وهو سني من جبلة واوكلت له مهمة التفاهم مع المتظاهرين في دمشق وكان اسلوبه راقي ويدل على وعي وادراك كبير لواقع المشكلة السورية وايضا “الشهيد أصف شوكت” كان ينسق مع صديقه سعيد سمور الذي كان نائبا له في المخابرات قبل تكليفه بوزارة الداخلية، وشكل الاثنين فريق عمل بدعم من السيدة أسماء الأخرس استطاع التواصل مع قيادات المتظاهرين وارسلوا مندوبين لهما الى كل المحافظات السورية، وتشير الى ان حافظ مخلوف كان يلعب دور كبير في تهدئة المتظاهرين في بانياس وجبلة واللاذقية
على الطرف الأخر كان ماهر الأسد بدعم سياسي مباشر من ايران من دعاة الحل الأمني ونهج الثمانينات وحاولت ايران اجهاض جهود تركيا والجامعة العربية للحل في سوريا
تخبط في قصر الرئيس
التخبط يسود القصر الجمهور وفي يوم واحد استقبل ابو سليم دعبول مدير مكتب الرئيس السوري مدير المخابرات المصرية السابق عمر سليمان كوسيط وطرف عن الجامعة العربية كذلك استقبل الجنرال الايراني حسين همداني بحضور ماهر الاسد
طلب الجنرال همداني دخول وحدات خاصة ايرانية وتعهد بقمع المظاهرات خلال اسبوعين في، المقابل اعطى السيد عمر سليمان ورقة عمل للجانب السوري تتضمن اصلاحات سياسية واقتصادية، وتعهدت دولتين خليجيتين بتقديم مبلغ 10مليار دولار لاجراء اصلاحات اقتصادية في سوريا استثمارات بملايين الدولارات، وكانت الموافقة على الطلب العربي التركي ورفض مقترحات همداني الامر الذي أغضب ايران
تشكلت خلية الأزمة في سوريا بأمر من الرئيس بشار الأسد، وبرئاسة حسن تركماني، وعضوية كل من اصف شوكت ومحمد الشعار، محمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث، وعلي مملوك – رئيس المخابرات العامة ، وداود راجحة – وزير الدفاع ، محمد ديب زيتون – رئيس شعبة الامن السياسي ، عبد الفتاح قدسية – رئيس المخابرات العسكرية ، وجميل حسن – رئيس المخابرات الجوية
وكان من المفروض أن تضم اللواء سعيد سمور الذي قدم استقالته بسبب تعرضه لضغوط من جميل الحسن لرفضه الحل الامني بشكل قاطع.
واجتمعت خلية الازمة مع مع عمر سليمان ومبعوث لامير قطر حمد بن خليفة عدة مرات كما والتقت بوفود عربية وتركية، وكانت النتائج النهائية للاجتماعات فك الارتباط السوري بايران وحزب الله عسكريا.
وقررت اجراء مصالحة وطنية شاملة حتى لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة، وواطلاق سراح جميع المعتقلين السوريين (معتقلي الرأي )من السجون السورية.
وعلى اثر ذلك تعهدت دولة قطر بتقديم تعويضات مادية لجميع ضحايا الحرب وبعد توقيع الاتفاق. وكان مقررا خروج الجامعة العربية بموقف موحد داعم للرئيس بشار الاسد تعقبه زيارة للملك السعودي الى سوريا، وتقديم مساعدات مادية للدولة السورية.
وفق التاكيدات فان هذا الامر اغضب ايران ووكيلها في الخلية جميل الحسن الذي اتهم حسن تركماني بالعمالة لتركيا امام الجميع
في الاجتماع القبل الاخير.
وتقول اماني مخلوف انها ترددت لفترة كبيرة عن نشرهذه المعلومات بطلب شخصي من بشرى الأسد (شقيقة الرئيس وزوجة آصف التي لجات الى دولة الامارات فيما بعد) وتبرر انصياعها لطلب بشرى بسبب وعود اكمال التحقيقات التي ذهبت مع دماء شهداء خلية الأزمة وللحفاظ على سلامة السائق الخاص بالشهيد اصف الذي كان مصدر المعلومات ولكن في النهاية لابد من وضع النقاط على الحروف لكي لاتذهب دماء الشهدا من دون أن تنال المجرمين العدالة وفق ما تقول كما ابدت الشاهدة استعدادها للتواصل مع اي سياسي سوري موثوق لاقدم دلائل على صحة ما تقول
توتر بين المعسكرين
بعد التوتر الكبير الذي حصل بين جميل الحسن وحسن تركماني وتهديد الحسن لتركماني واتهامه بالعمالة لتركيا والمشادة الكلامية التي حصلت بين اصف ومبعوث الجامعة العربية عمر سليمان من جهة، وبين جميل الحسن من جهة اخرى، ومع وصول الجنرال همداني وقاسم سليماني لسوريا، انشقت الدولة السورية لقسمين قسم يريد العمل مع الجامعة العربية، وقسم موالي لايران
الا ان الغلبة كانت للفريق الداعم للجهود العربية بدعم مباشر من الخلية المشكلة
الاجتماع الاخير
وفي الاجتماع الاخير كان من المفترض التوقيع على المبادرة العربية وفي اتصال اصف شوكت مع مدير مكتب الرئيس ابو سليم دعبول طلب شوكت من مدير مكتب الاسد صرف همداني وسليماني من سوريا
وتغيب عن الاجتماع على غير عادة جميل الحسن رجل ايران الامني، الذي اتفق مع قاسم سليماني وهمداني وماهر الاسد ع انهاء خطر اصف شوكت والخلية المشكلة ، فقام احد سائقي اصف شوكت بادخال حقيبة المتفجرات الى قاعة الاجتماع ووضعها تحت الطاولة بشكل مباشر.
قبل وضع الحقيبة بشكل مريح جدا، استبدل ماهر الاسد قائد الفرقة الرابعة اقوى فرق الجيش السوري اكثر من الف عنصر امني كانوا يحرسون المقر، بعناصر من الفرقة التي يقودها وذلك باوامر ايرانية وتوجيهات من جميل الحسن الذي تغيب عن الاجتماع.
الانفجار
بدات الخلية بالاجتماع في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا وكان المكان مفخخ بالكامل، كانت خلية الازمة بصدد اصدار قرار بسحب الجيش من الثكنات والسماح للناس بالتجمع السلمي وادخال كل وسائل الاعلام والبدء بانتخابات رئاسية جديدة ووقف العمل بالدستور.
ولكن هذه القرارات المنوي التوقيع عليها لم ترق للايرانيين وحزب الله، فصدر القرار بانهاء والتخلص من الخلية، وقدموا اغراءات لماهر الاسد وجميل الحسن بتقديم الدعم الكامل للجيش ، وبهذه اللحظات تم تفجير المكان وقتل كل من كان فيه وحتى اللواء عمر سليمان المصري وشخص معه الجنسية الفرنسية وتم اغلاق المكان وقام بعض المنتسبين للمخابرات بتبني العمل، حيث اوعز رجال المخابرات الجوية لاشخاص بان المعارضة من قامت بتصفية الخلية ، قبل ان يسر احد مرافقي اصف شوكت لبشرى الاسد بالتفاصيل.
غابت عن الاجتماع شخصيات كان من المفترض حضورها، كاللواء علي مملوك، الذي كان يشغل منصب “إدارة أمن الدولة” حينها، واللواء جميل الحسن الذي كان يشغل منصب رئيس “الاستخبارات الجوية”، واللواء عبدالفتاح قدسية رئيس “شعبة المخابرات العسكرية” آنذاك. هؤلاء كانوا أعضاء أصلاء في “خلية الأزمة”، وغُيّبوا بشكل مُتعمد عن الاجتماع
ماهر الاسد يتسلح بالايرانيين ومرتزقتهم
على الفور اقدم ماهر الاسد بتهديد الجميع بالايرانيين وجلب ٥٠٠٠ الاف عنصر ايراني و٤٠٠٠ الاف عنصر من حزب الله وقام الجميع بتقديم الطاعة لماهر الاسد ولايران .
تؤكد اماني مخلوف ان عمر سليمان مدير المخابرات المصرية قتل في الانفجار كذلك الفرنسي لويس وكافة افراد خلية الازمة، واستفردت إيران بالقرار السوري وتم نقل ملف سوريا من الجامعة العربية الى مجلس الامن بدعم عربي تركي فرنسي امريكي.
رغم تضارب الروايات حول كيفية اغتيال “خلية إدارة الأزمة”، يبقى التساؤل الأبرز حول أثر تلك العملية على نظام الأسد، وكيف انعكس عليه حقيقة، في حال نفذها هو أو المعارضة.
في هذا السياق يقول المحلل السوري، يونس الكريم، إن “النظام استفاد من اغتيال خلية الأزمة، إذ إن مقتل الضباط الذين يميلون إلى الحل السياسي، أوقف أي بوادر للحل السلمي، وفتح الباب على مصراعيّه نحو الحل الأمني، وأطلق يد الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد ومن ورائه ميليشيات إيران”.
وأضاف الكريم في حديث مع موقع “تلفزيون سوريا” أن “اغتيال خلية إدارة الأزمة زاد من وتيرة الغضب والحقد لدى المؤسسات الأمنية وقوات النظام، لتصب جام غضبها باتجاه المدنيين، ما تسبّب بحدوث مجازر كثيرة بحقهم، وبنفس الوقت زادت أعداد القتلى في صفوف النظام بعد معارك عنيفة شنتها فصائل المعارضة رداً على استهداف المدنيين، وبالتالي لم يعد هناك مكان للحل السلمي، واتجهت الأمور نحو العسكرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.