الذاكرة السياسية..مجزرة حي الجورة


بدأت أحداث المجزرة يوم 25 من أيلول 2012، واستمرت لثلاثة أيام، حين اقتحمت مجموعات من “الحرس الجمهوري” بقيادة العقيد علي خزام، وإشراف مباشر من رئيس فرع الأمن العسكري، اللواء جامع جامع، حي الجورة الذي كان خاليًا من أي مظاهر مسلحة، لتبدأ تلك المجموعات باعتقال المدنيين والتنكيل بهم.
وكان حي الجورة قد شهد قبيل حملة “الحرس الجمهوري” حراكًا سلميًا من قبل الأهالي، مواكبًا بذلك معظم أحياء المدينة التي كانت تخرج في مظاهرات منددة بالنظام السوري.
ولحيي الجورة والقصورة أهمية بالغة لدى النظام السوري، دفعته لإبقائمها تحت سيطرته منذ الأيام الأولى للمظاهرات، كونهما يقعان وسط تجمع لعدد من أفرعه الأمنية (فرع الأمن العسكري، وفرع أمن الدولة، ومعسكر الطلائع).
في صباح اليوم الأول للمجزرة اجتاح قائد كتائب المهام الخاصة في “الحرس الجمهوري”، علي خزام، حي الجورة من ثلاثة محاور، وطوقه بالكامل، ومن ثم داهم المنازل واعتقل عددًا كبيرًا من المدنيين.
ونشر ناشطون إعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي حينها تسجيلات مصورة تظهر إعدام أكثر من 100 رجل وسط حي الجورة، تعتذر عنب بلدي عن عدم نشرها لقساوة المشاهد فيها.
كما تواردت أنباء، في ذلك الوقت، عن عمليات إعدام وتصفية لعائلات بأكملها في حي القصور المجاور، بينهم نساء وأطفال.
وظلت أخبار المجازر التي ترتكبها قوات النظام السوري على مدار ثلاثة أيام في حيي الجورة والقصور طي الكتمان ويلفها الغموض، حتى عُثر على عشرات الجثث من قبل الأهالي في أقبية أحد المنازل في حي القصور، إضافة إلى عشرات الجثث المتفحمة في منطقة النوامير.
واستمرت سيطرة النظام السوري على حيي الجورة والقصور منذ حملة “الحرس الجمهوري”، بالرغم من تمكن فصائل المعارضة من السيطرة على معظم أحياء مدينة دير الزور، بالإضافة إلى ريف المحافظة.
مجازر جماعية شهدها حي الجورة يوم 26 -9 -2012 . أطلق على ذلك اليوم أهالي دير الزور اسم ” الثلاثاء الأسود ” . توزعت المجازر في الحي كما يلي :
20 شهيد تم حرقهم داخل المشفى الميداني
30جثة في منطقة طب الجورة
10قرب معمل البلاط
30 قرب جامع قباء
15 داخل منزل في شارع الوادي
15 داخل مسجد المهاجرين في الطب
15 داخل مسجد سدرة المنتهى
5 داخل مدرسة الثورة
أكثر من 50 شهيد قرب معسكر الطلائع
5 جثث داخل حديقة الجورة
40 جثة قرب المدرسة النسوية
8 داخل مخبز النعمة
4 تم حرقهم داخل سيارة
4 قرب مخبز خال بن الوليد
**
بعد ثلاثة أسابيع من المجازر هذه اكتشف الأهالي 84 جثة في منطقة المقابر عند المدينة الجامعية لجامعة الفرات، معظمها لأطفال ونساء وشيوخ أُعدِمُوا ميدانياً أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، حيث تعرضت بعض الجثث لعمليات حرق وتشويه متعمد، وبحسب التقديرات تعود فترة الوفاة لأكثر من خمسة عشر يوماً بسبب تحلل الجثث وتفسخها، وجرى التعرف إلى هويات اثنتي عشرة جثة، بينما ضاعت ملامح الجثث الأخرى، ومن بين الجثث التي عُرِفَت هويتها جثة الطفل عبدالرحمن حنتوش وعمره ثلاث سنوات، والطفلة شامة حنتوش، وأيضاً الشهيدة محسنة جمعة الهملي وعمرها ستين عاما.
العشرات وجدوا مقتولين داخل بيوتهم . و قد أحرقت جثثهم . كما وجدت امرأة مجهولة الهوية مع جنينها قرب مدرسة عدنان عكّاب..عائلات كاملة أبيدت داخل بيوتها . و بقي الناس أسابيع يكتشفون الجثث يوما بعد يوم .و لليوم لم تتكشف حقيقة المجزرة كاملة و هناك اسماء لم يستطع أحد توثيقها لأنها دفنت خارج الحي .ويتوقع وصول العدد إلى حوالي 500 شهيد .. و غالبية الرجال تحت سن الأربعين كان يتم قتلهم ميدانيا بالرصاص أو ذبح بالسكاكين و حرق الجثث.. وفشل النشطاء، والأطباء في تحديد هويات جميع الجثث بسبب تشوهها، واحتراقها بطريقة لا تشبه الاحتراق بالنار، ما رجح استخدام النظام لمواد كيماوية .
وقامت عصابات النظام الفاشية باعتقال العشرات من أبناء الحي بينهم نساء و مصيرهم حتى اليوم مجهول.
وتم حرق أكثر من 40 منزلا ونهب المحلات التجارية.. وهذه الأرقام حقيقية تم توثيقها بالصور والفيديوهات… و لحي القصور حكاية شبيهة ..
..مجزرة بل مجازر فظيعة مرت دون إثارة اهتمام أحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.