الدولار الأمريكي يتجاوز حاجز ال8000ليرة والنظام السوري عاجز عن الحلول

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

في ظل الانهيار الكبيرة على قيمة العملة السورية تحوم خيارات النظام السوري عند إصدار فئات نقدية كبيرة، وهو الخيار الذي بدأت تروّج له أوساط النظام في الفترة الأخيرة، حيث نقلت وسائل إعلام موالية في وقت سابق من الشهر الجاري عن مصدر لم تسمّه من المصرف المركزي نفيه أن تكون لدى المصرف نية حالياً بطرح عملة جديدة، لكن في حال إصدارها سيعلن عن ذلك في مؤتمر صحفي، زاعماين أن إصدار فئات جديدة لن يؤثر سلباً على سعر الليرة.

وقد هبطت الليرة السورية إلى مستويات تاريخية ليتجاوز الدولار الأمريكي الواحد حاجز 8 آلاف ليرة سورية، في الوقت الذي بدأت فيه الانتقادات لسياسات النظام تتزايد، وتحديداً لجهة رفع المصرف المركزي سعر المبيع الرسمي لدولار الحوالات.

وفي الأسواق واصلت الليرة الهبوط من دون ضابط، مخالفة بهذا الأداء التوقعات التي كانت تذهب نحو احتمالية تحسن قيمة العملة المحلية، جراء زيادة الانفتاح الإقليمي والعربي السياسي على بشار الأسد.

ويُرجع خبراء الاقتصاد سقوط الليرة الحر، إلى عدم توفر العملات الأجنبية في المصرف المركزي، حيث تسبب ذلك بانخفاض قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.

ويلفت إلى رفض روسيا الطلب الذي تقدّم به النظام للحصول على قرض متوسط الأجل أواخر العام الماضي، وهي الأنباء التي أكدتها وكالات أمريكية، وإلى وقف إيران الخط الائتماني الذي كان مخصصاً لتغطية المستوردات الغذائية والصناعية والنفطية بسبب الضغوطات الدولية والوضع الاقتصادي الداخلي الإيراني.

وبالإشارة إلى تطبيق قرار الإدارة الأمريكية إعادة هيكلة القطاع النفطي شمال شرق سوريا، ومنع وصول النفط إلى مناطق سيطرة النظام السوري من خلال بعض الوسطاء، ونجم عن ذلك تعثّر الإنتاج، وربما توقّفه  بشكل كامل، ما أثر بشكل مباشر على الليرة السورية وقوتها الشرائية”، وبناءً على ما سبق يرجّح الخبراء الاقتصاديون أن يتجاوز الدولار حاجز الـ10آلاف ليرة قريباً.

ويُرجع إلى عدم توفر العملات الأجنبية في المصرف المركزي، حيث تسبب ذلك بانخفاض قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.

وأبعد من ذلك، فالليرة لن تتوقف عن المستويات الحالية، فذلك يتوقف على قدرة النظام وإدارته للأزمة الاقتصادية في البلاد ومحاولاته الخروج من عزلته السياسية وفكّ القيود والعقوبات الاقتصادية واستعادة التقاط أنفاسه خاصة مع تحركات الدول العربية بهذا الاتجاه.

تقديرات اقتصادية استبعدت أن يحدّ التطبيع مع الأسد من تدهور الليرة، فهناك استحالة إنقاذ النظام اقتصادياً، لكن بعض الخبراء يقلّلون من فرضية تأثّر سعر صرف الليرة بالظروف السياسية، فالهبوط الحالي في مسيرة الليرة يعود لأسباب اقتصادية، أولها عدم استقرار سعر الذهب على المستوى العالمي، إلى جانب سياسات المصرف المركزي، الذي يحاول توحيد سعر صرف الدولار الرسمي مع سعر السوق السوداء.

وقيام مصرف النظام برفع سعر الدولار الرسمي لأكثر من مرة في غضون أيام، أدى إلى حالة من التخبط في السوق، فضلاً عن الأسباب الأخرى، أي عدم وجود أي تحسن في المؤشرات الاقتصادية المحلية.

وأمام هذا الواقع، لا يصعب التكهن بأن الليرة ستواصل مسيرة الهبوط إلى مستويات كبيرة، وخاصة في ظل عدم توفر مداخيل للعملات الصعبة.

يضاف إلى ذلك مايتم من سرقات وفساد في الإدارات لدى النظام السوري، ونهب الثروات من قبل روسيا وإيران ومنها أيضا ما اعترف به مسؤول لدى النظام السوري ببيع الأراضي السورية لإيران من أجل تسديد ديون النظام السوري، فتدخل هذه الدول روسيا وإيران لم يكن لأجل زراق عيون بشار الأسد، إنما لنهب ثروات البلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.