الدخول المشؤوم وبذرة التواجد الإيراني

في ١٩٧٦ توسط حافظ أسد في هدنة بين الجانبين المصارعين في لبنان بينما بدأ سرًا في نقل القوات السورية إلى لبنان تحت ستار جيش التحرير الفلسطيني من أجل إعادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى النفوذ السوري ومنع تفكك لبنان ومع ذلك استمر تصاعد العنف وفي مارس ١٩٧٦ طلب الرئيس اللبناني سليمان فرنجية من سوريا التدخل رسميًا وبعد أيام أرسل الأسد رسالة إلى الولايات المتحدة يطلب فيها منهم عدم التدخل إذا كان سيرسل قواته إلى لبنان.
وفي ٨ أيار ١٩٧٦ هزم إلياس سركيس الذي كانت تدعمه سوريا وأيضا فرنجية في انتخابات رئاسية أجراها البرلمان اللبناني ومع ذلك رفض فرنجية التنحي في ١ حزيران ١٩٧٦ دخل ١٢ ألف جندي سوري نظامي إلى لبنان وبدأوا في شن عمليات ضد الفصائل الفلسطينية واليسارية وضع هذا سوريا على الجانب نفسه مثل إسرائيل حيث بدأت إسرائيل بالفعل في تزويد القوات المارونية بالأسلحة والدبابات والمستشارين العسكريين في أيار ١٩٧٦ كان لسوريا مصالحها السياسية والإقليمية الخاصة في لبنان الذي كان يأوي فصائل من  والإخوان المسلمين المناهضين للبعث ومنذ كانون الثاني  كان مخيم تل الزعتر في شرق بيروت محاصرًا من قبل الميليشيات المارونية وفي ١٢ آب ١٩٧٦ تمكنت القوات المارونية بدعم سوري من القضاء على  الفصائل الفلسطينية واليسارية المدافعة عن المخيم. قتلت الميليشيات المسيحية ما بين ١٠٠٠ إلى ١٥٠٠ مدني الأمر الذي أثار انتقادات شديدة لسوريا من العالم العربي.
وفي تشرين الأول ١٩٧٦ قبلت سوريا اقتراح قمة الجامعة العربية في الرياض الذي أعطى سوريا تفويضًا بإبقاء ٤ج ألف جندي في لبنان باعتبارهم قوة ردع عربية مكلفة بتفكيك المقاتلين واستعادة الهدوء كانت الدول العربية الأخرى أيضا جزء من قوات الردع العربية لكنها فقدت الاهتمام في وقت قريب نسبيا وتركت سوريا مرة أخرى تحت السيطرة الوحيدة مع وجود قوات الردع العربية كدرع دبلوماسي ضد الانتقادات الدولية توقفت الحرب الأهلية رسميا عند هذه النقطة واستقر هدوء مضطرب على بيروت ومعظم مناطق لبنان ولكن في الجنوب بدأ المناخ في التدهور نتيجة للعودة التدريجية لمقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية الذين طلب منهم إخلاء وسط لبنان بموجب شروط اتفاقيات الرياض وبدأ حافظ أسد خطته القذرة لدق أسفين إيراني وهو حزب الله الذي دمر ولايزال يدمر في سوريا ولبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.