الخبز الهم الأول للسوريين عند كل صباح

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

بات من المعروف محليا وعالميا، أن مناطق كثيرة في البلاد تشهد أزمات معيشية واقتصادية، منها تدهور الزراعة، وانخفاض قيمة العملة السورية، في حين تعتمد دمشق على شراء القمح من روسيا، وبالرغم من ذلك لم تحل موسكو مشاكل الطوابير الطويلة خارج المخابز لأن القمح المستورد لا يكفي للإنتاج المحلي.

معتمدو الخبز يعمدون إلى التلاعب بالخبز بعد أن زادوا في سعر ربطة الخبز ليصبح ضعف سعرها الرسمي ويبلغ 1000 ليرة، حيث بدأوا بلعبة أخرى تتلخص بعدم بيع المستهلك سوى بطاقة واحدة وربطتين فقط مع قيامهم باختصار الزيادة في الربطات لمصلحتهم ليبيعوها بالسعر الأسود حسب مصدر الخبز أو حسب حاجة المستهلك ليبلغ سعر الربطة إذا كان المخبز آليا ألف ليرة، بينما يتراوح سعرها إذا كان مصدرها الأفران الاحتياطية بين 1500 ليرة وألفي ليرة.

وشكاوى المواطنين، بأن جميع معتمدي بيع الخبز في ريف دمشق أصبحوا يبيعون الربطة بسعر 1000 ليرة، مبينة أن هذا أصبح واقعا كما لوحظ عند معتمدي جرمانا، والزاهرة ومناطق أخرى اشتكى سكانها من ذلك، كما أكدوا في شكواهم أنهم لا يستطيعون الحصول على كامل مخصصاتهم من مادة الخبز على البطاقة، حيث يقوم المعتمد ببيع المستهلك فقط ربطتين من أصل 3 أو أربع ربطات حصتهم وخصوصا يوم الخميس.

فالشكاوى ذاتها تكررت، وبين المستهلكون أن بعض المندوبين أصبحوا يعتبرون أنفسهم أصحاب سلطة يتحكمون من خلال الخبز برقاب المستهلكين، فلا موعد ثابت للحصول على الخبز من المعتمد ولا تسعيرة معلنة، يضاف إلى كل ذلك أن المعتمدين أصبحوا يعتمدون جملة “سكّر الجهاز” في دليل على أن كمية الربطات المفترض قطعها على الجهاز قد اكتملت لدى المعتمد، في حين أن عشرات الربطات مازالت موجودة في مكانها من دون بيع.

وبحسب المستهلكين، فإن هذه الربطات المتبقية تم قطعها من مخصصات المستهلكين الذين لم يعطوا كامل مخصصاتهم، وبالتالي أصبحت من حق المعتمد الذي يقوم ببيعها بالسعر الحر للمستهلكين أو لأحد المطاعم المتفق معها.

من جهة ثانية، نقل عن مواطنين تساؤلهم عن السبب وراء اختصار البيع المباشر في بعض الأفران بعد أن كانت تستمر إلى الرابعة عصرا، مبينين أنهم كمستهلكين لم يعودوا يستطيعون الحصول على مخصصاتهم ومؤكدين أن جودة الخبز أصبحت متدنية كثيرا عما كانت عليه في السابق.

الاستغلال بات واضحا عند نسبة كبيرة من معتمدي بيع الخبز، خصوصا في ظل الازدحام الحاصل لدى المعتمدين بعد تطبيق التوطين الذي بات ذريعة للمعتمد كي يبيع ربطة الخبز بأسعار غير منطقية وأعلى بكثير مما حددته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام السوري وهو 250 ليرة للربطة الواحدة.

من جهتهم، يبرر معتمدو الخبز بشكل مستمر رفع أسعاره عن القيمة المحددة، بسبب ارتفاع تكاليف النقل ودفع مبالغ عالية لقاء نقل الخبز إلى بقالياتهم لذا اضطروا إلى رفع سعر ربطة الخبز، وذلك في الوقت الذي يؤكد فيه العديد من المواطنين أن الخبز عند نسبة كبيرة من المعتمدين ليس من النوعية الجيدة، ونتيجة لعدم تخصيص أماكن محددة في البقاليات تخضع لشروط التهوية ووضع الخبز فوق بعضه الآخر، انخفضت جودة الخبز وبات من النوعية الرديئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.