الحكواتي من التراث الشامي في شهر رمضان المبارك

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

الحكواتي” مهنة الفن والأدب والشعر.. و”السيطرة” على المستمعين، عبر الإصغاء الكلي وشد انتباههم وخيالهم، لسيرة “عنترة بن شداد” أو “ابو زيد الهلالي”، أو صلاح الدين.. والسيرة والسرد وجذب الانتباه، تطول مدته لأيام او أسابيع، مع نهاية سعيدة في فوز بطل الرواية، والقضاء على الأشرار والمجرمين والخارجين عن القانون.

 

يعد “الحكواتي” شخصية شعبية محببة لدى الكبار والصغار.

 

من الصحيح أنها حرفة قديمة وعريقة، لكن “الحكواتي” يحتاج الى خبرة ومهارة في سرد الروايات، مع “الفلاش” والتوقف عند نقطة حساسة في القصة الى اليوم التالي، وهذا ما يجعل الجمهور “يترنح” شغفاً وشوقاً لمعرفة التفاصيل وبقية “الحبكة” بلهفة، ويزيد من “مرارة الانتظار”، أن جمهور أيام زمان كان يتحلق حول “الحكواتي” في المقاهي والنوادي والخيم الرمضانية، ووقتها كان “التلفاز” و”الراديو” غير منتشرين كما الحال اليوم، وهل هناك أفضل من أمسيات وسهرات شهر رمضان لسماع حكايات الأبطال والمغامرين .

 

عمل “الحكواتي” كان قديماً يتواصل على مدار السنة كلها، لكن خصوصيته المميزة كانت في شهر رمضان المبارك على أساس ان “حبكة” القصص تتناسب مع أجواء الشهر الفضيل والقيم التي يمثلها والمعاني التي يحملها، وكلها كانت تتجسد في تصرفات أبطال الرواية، لا سيما وأن رواج هذه المهنة كانت تتلخص بأن الصائم وبعد الجهد والعبادة والصيام بحاجة الى الراحة، فكانت جلسات “الحكواتي” هي الملاذ والحل، وإنما بعد صلاة التراويح .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.