التفكك الأجتماعي سلاح القوى للهيمنة على الشعوب.

بقلم مراسل BAZ الأخبارية
عبدالله جليب

التفكك الأجتماعي هو اتجاه المجتمع إلى التهور والتفكك وهو أخطر الحروب على الأرض حيث يبدا المجتمع بالتفكك رويداً رويدا ثم يتحول التفكك الى صراع ينتهي هذا الصراع ألى هيمنة خارجية لسلب البلاد والعباد بسبب هلاك المتصارعين.
هذا وتتفق جميع الأديان السماوية بوحدة القواعد العامة التي تحكم البشرية وتنشر العدل بين الناس والبعد عن الظلم والجور دون حق. وتحريم العنصرية والتعصب القبائلي.
حيث ذم الإسلام التعصب ونهى الشرع عنه سواء أكان التعصب لشخص أو قبيلة أو مال أو جاه أو غيره, بل ونسب الإسلام العصبية إلى الجاهلية ووصفها بالمنتنة؛ تقبيحاً لها وتنفيراً من شأنها., وقد ورد في القرأن الكريم.قال تعالى: « مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا « سورة الاسراء –الآية 15.
تشير هذه الآية الكريمة بأنه لا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى، ولا يحمل أحد ذنب غيره، وما من أحد يخفِف حمل أحد. فكل نفس اكتسبت إثماً جراء معصية قامت بها، لذلك فكل نفس تحمل وزرها وذنبها ولا تحمل وزر وذنب نفس أخرى. وقوله تعالى{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]. وقد جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين – أي ضرب – رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال رسول الله: « ما بال دعوى الجاهلية؟ » قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: « دعوها فإنها منتنة ». إن الافتخار بالآباء والاعتزاز بالانتماء القبلي قد يدفع المرء إلى النار التي حذرنا الله منها؛ ذلك أنه قد يفتخر بالكفرة من آبائه وأجداده، وما دفعه لذلك إلا العصبية الجاهلية، فياله من مرض فتاك قد يودي بالمحبة ويذهب الألفة ويغري العداوة بين الأحباب ويفرق بين الأقران ويثير الحروب بين القبائل والعشائر, ويزرع الضغائن بين من يفترض أنهم بنيان مرصوص.
هنا في شرق سوريا المناطق القبائلية في كل من ديرالزور الحسكة الرقة ريف حلب حيث
كان هناك ترابط عشائري متين ومصاهرة بين أفراد القبائل حيث أي فرد من هذه القبائل صاهر القبيلة الثانية أعتبرها الجميع بأنهم يربطهم دم مع بعض .
و لكن لم تسلم هذه المناطق من هذا السم المدسوس(التفكك الاجتماعي) الذي تجرعته بلدان عربية قبل غنية بالموارد النفطية والباطنية وغيرها من الموارد.
مثل “العراق وليبيا واليمن” هنا في شرق سوريا بدأ مفعول الجرعة يتخطى التفكك ويبدأ الصراع والتباعد والتناحر الأجتماعي في هذه المناطق التي كانت سابقاً خنجر في صدر أي متربص على بلادهم.
في بداية الأحداث في سوريا بدأت العشائرية والعنصرية وكل ينادي بقبيلته حيث بدا تشكيل الكتائب العسكرية لمحاربة النظام المجرم بطريقة عشائرية وهذا الهدف الذي سعى له النظام ليزرع البغضاء والفتن بين القبائل.
ثم بدأت تلك الكتائب بسباق التسلح ليس لمحاربة الأعداء
بل كان السباق لابراز العضلات بينها وسيطرة الاقوى على أبار النفط والهيمنة.
بدا الصراع والقتال والعداوة بين أبناء القبائل حتى دخل تنظيم داعش مستغلاً فرصة الأنقسامات واستباح دماء جميع أبناء القبائل البعض منها بالمئات.
بعد تحرير المنطقة من تنظيم داعش. لم يستطيع الحزب الحاكم من السيطرة وانهاء هذا التخلف المرير الذي زرعت بذرته في قلوب الأطفال ليثاروا في المستقبل ممن قتل أبائهم.

بل تم تشكيل جيوش وكتائب وحراسة قوية لحقول النفط والقواعد العسكرية ولم يستطع تشكيل محكمة من الشرفاء والنزهاء من أبناء المنطقة لمحاكمة كل من يتسبب بهذا الاجرام والحكم عليه بما تنص عليه شريعة الاسلام .بما أن المنطقة ذات أغلبية اسلامية ساحقة.
هذا وقد شهدت مناطق شرق سوريا.منذ عشر سنوات اقتتال عشائري حيث ازدادت وتيرته في الأونة الأخيرة حيث سجل مايقارب 38 حادثة اقتتال عشائري خلفت قتلى وتدمير وحرق منازل محاصيل زراعية. وهذا ماينذر الى انهيار في البنية الاجتماعية حيث سينتقل هذا التخلف والتعصب من الاقتتال بين قبيلة واخرى وبين عشيرة مع عشيرة وأن كان من نفس القبيلة ثم إلى بطون العشيرة مع بعضها ثم الى العائلة الواحدة.
لتبقى هنا أعين العقلاء تترقب بفارق الصبر للنظر في وضع حد لهذه المعضلة التي أصبحت كالنار في الهشيم تأكل الأخضر واليابس و ستأكل الجاني والبريء و الشيخ والرضيع والوجيه والعوام لتبقى المنطقة ساحة حروب بين أبناء الوطن الواحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.