الانهيار الكبير لليرة السورية رغم محاولة الجامعة العربية تعويم نظام السوري

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

 

رغم أن الاعتقاد المنطقي أو السائد يقول إن إعادة زعيم عصابة المخدرات إلى الجامعة العربية وإعادة التطبيع معه من دول عربية مهمة وغنية، على رأسها المملكة العربية السعودية، فمن المفترض أن يؤدي إلى تحسين أسعار الصرف والاقتصاد السوري، غير أن الحال يختلف مع نظام مستبد ولا يفكر أصلاً باقتصاد البلاد بقدر ما يفكر في مصلحة نفسه وعصابته الضيقة.

فقد هبطت الليرة السورية من 5500-5800 في الشهر الأول من العام الجاري إلى أكثر من 9200، اليوم الجمعة.

ورغم أن كارثة الاقتصاد السوري تراكمية وتعود إلى ما قبل الثورة، إلا أن الأحداث الأخيرة السياسية والطبيعية ساهمت بشكل كبير إلى انكشاف عوار هذا الاقتصاد في مختلف النواحي وليس على صعيد الليرة فقط، إلا أن الأخيرة تبقى الواجهة والمرآة التي تعطي المؤشر الأبرز لحجم الكارثة.

فقد بدا واضحاً منذ بداية العام الجاري أن حكومة النظام السوري، قد أعلنت استسلامها في مواجهة انهيار الليرة السورية، وذلك عندما دخل المصرف المركزي إلى السوق كمضارب وليس كحافظ للسياسية النقدية وخاصة سوق الحوالات، وهذا التدخل أعطى إيحاء للمستثمرين أن أسعار الصرف سترتفع، وما يجري هو شبه تعويم للعملة وليس تعويما كاملا لأن المصرف المركزي لا يزال يتدخل عبر تحديد عدة لوائح لأسعار الصرف ؛ سعر للحوالات وسعر للمنظمات وسعر للاستيراد والتصدير، فهو لم يتخلى نهائيا عن التدخل.

فالنظام السوري و رئيسه بشار الأسد قد يئس من الاستمرار في التدخل لوقف انهيار العملة، وبدلاً من أن يدفع القطع الأجنبي لضبط سعر صرفها، بدأ يفكر بالعكس وهو أن يستفيد من هذه الأموال لإطعام ميليشياته، لأنه لم يعد قادراً على فعل الأمرين معاً، ولأن ميليشياته هي الأهم بالنسبة له وهي من أبقته على الكرسي حتى الآن.

إن من مصلحة النظام زيادة تأزيم الوضع المتأزم في الساحة الاقتصادية خاصة بعد الزلزال وعمليات التطبيع، حتى يزيد التعاطف الإنساني ويزيد معه حجم الأموال المرسلة إليه على مبدأ أن الوضع سيئ، فلماذا لا نستفيد من إظهار ذلك.

ومن جهة أخرى فهناك إشاعات بدأت تنتشر أن عملية التطبيع سيعقبها صفقة لاكتمال التسوية، قد يضطر الأسد معها للتضيحة ببعض المتحكمين بمفاصل البلاد خاصة صناع وتجار الكبتاغون حتى يبقى هو بالسلطة وهو ما أخافَ كثيراً أصحاب رؤوس الأموال المرتبطين بأولئك المتحكمين الذين بدؤوا بتهريب أموالهم إلى الخارج وتحويلها إلى الدولار، وهكذا تكون عملية التطبيع مع النظام السوري  ساهمت بتسارع انهيار الليرة، وعلى المدى القريب يتوقع أن يتجاوز الانهيار حاجز عشرة آلاف.

وجهة النظر هذه، عززتها أخبار بدأ إعلاميون موالون يروّجونها عن اعتقالات بحق تجار كبار كانوا خطاً أحمر خلال السنوات الماضية.

فالأنظمة الدكتاتورية تأكل صغارها إن اقترب المرض لكرسي الحكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.