الاجتماع الوزاري اليوم في عمان هل لحل القضية السورية أم لتثبيت حكم الأسد

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى

يوم أمس صرّحت الخارجية الأردنية أن اجتماعاً وزارياً مرتقباً مع النظام السوري سيُعقد اليوم الاثنين بمشاركة 4 وزراء خارجية عرب مع نظيرهم السوري “فيصل المقداد” في العاصمة عمّان.

ونقلت وكالة الأناضول عن وزارة الخارجية الأردنية قولها في بيان: إن عمّان ستستضيف اجتماعاً لوزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر إضافة إلى وزير خارجية النظام السوري ، ويهدف الاجتماع لاستكمال الاجتماع التشاوري الذي عُقد في جدة بالرابع عشر من نيسان الحالي بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر.

وأوضح بيان الخارجية إلى أن الاجتماع جاء أيضاً بناء على الاتصالات التي قامت بها هذه الدول مع الأسد وفي سياق طروحاتها والمبادرة الأردنية الأخيرة التي تم عرضها على النظام للتوصل لحل سياسي للأوضاع في البلاد، والتي كان من بينها عودة آمنة للاجئين، وطرد الميليشيات الايرانية.

وكان اجتماع جدة قبل أسبوعين بحث جهود حل أزمة سوريا وعودتها لمحيطها العربي وفق بيان للخارجية السعودية، في حين أجرى وزير خارجية النظام السوري  زيارتين إلى المملكة العربية السعودية والقاهرة لأول مرة منذ 2011 تزامناً مع بدء إجراءات سعودية لإعادة الخدمات القنصلية مع دمشق.

وعلى الرغم من الحراك السياسي الملحوظ لبعض الدول العربية تجاه النظام السوري إلا أن بعض الدول العربية والغربية بقيت ثابتة على مواقفها ورؤيتها للحل السياسي في سوريا، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي رفضت بشكل قطعي التطبيع مع الأسد أو رفع العقوبات والسماح بإعادة الإعمار قبل أن يتم تغيير حقيقي في البلاد وضمان عودة اللاجئين.

يُذكر أن وزراء خارجية دول عربية طالبوا خلال اجتماعهم بالسعودية الأسد بعدة بنود من شأنها حلحلة الأوضاع في سوريا والمساهمة بعودة اللاجئين وتهدئة التوتر في المنطقة.

وحسب بيانهم الختامي أوضح وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق خلال اجتماعهم التشاوري في مدينة جدة، أن الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الحرب في سوريا مطالبين النظام السوري بمكافحة المخدرات التي يتم تهريبها والاتجار بها بشكل يومي وإدخالها إلى دول الخليج.

وأكد الوزراء وجوب وقف التدخلات الخارجية وإنهاء مسألة وجود الميليشيات المسلحة في سوريا كميليشيات إيران وحزب الله، مطالبين بتهيئة الظروف اللازمة لعودة ملايين اللاجئين والنازحين لمناطقهم وإنهاء معاناتهم وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم.

وبين الوزراء وجوب اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع بسوريا، لافتين إلى أن الحل السياسي هو الحل الوحيد المطروح وأنه لا بدّ أن يكون هناك دور عربي لإنهاء الأوضاع المأساوية بالبلاد عبر وضع الآليات اللازمة وتكثيف التشاور بين الدول بما يكفل نجاح الجهود المبذولة.

وقبل أيام اتهم مسؤول فرنسي نظام الأسد بمواصلة زعزعة استقرار المنطقة من خلال الفساد والإرهاب ومنع عودة اللاجئين، مؤكداً أن الوضع الإنساني في سوريا كارثي لقيام الأسد بارتكاب جرائم واسعة النطاق ضد شعبه.

وفي إحاطة أمام مجلس الأمن قال المندوب الفرنسي نيكولاس دي ريفيير إن الاتحاد الأوروبي اعتمد مؤخراً عقوبات جديدة تستهدف الأفراد والكيانات الموالية لأسد متورطين في تهريب المخدرات الكبتاغون، مشيراً إلى أن النظام يرفض الانخراط بالعملية السياسية وتنفيذ القرار 2254.

وأضاف دي ريفيير أن الأمم المتحدة وثّقت على نطاق واسع الممارسات المنهجية للعنف الجنسي في سجون نظام الأسد ومراكز الاحتجاز لديه، كما إن حملة القمع الوحشي التي دامت 12 عاماً تسببت في أكبر لجوء ونزوح بالقرن الحالي، مؤكداً أن تلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين ضرورة أخلاقية وليست حلاً سياسياً.

وسيعقد الاجتماع اليوم في العاصمة الأردنية عمان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.