أمريكا تتهم روسيا بالإبقاء على بشار الأسد في السلطة


يبدو أن الشراكة الخلافية ما بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تظهر في إلقاء اللوم لطرف على طرف ٱخر فيما يخص الوضع السوري، ولكن في الحقيقة هما شريكان في تعطيل العملية السياسية بشكل مباشر، وكل على طريقته فروسيا كانت تعطل قرارات مجلس الأمن، وأمريكا عطلت وحجمت دور أوروبا والدول الإقليمية، ومن هنا
قال “معهد أبحاث السياسة الخارجية” الأمريكي،
إن الاستراتيجية التي وضعتها روسيا ضد الاستراتيجيات الغربية المشوشة والمترددة، قد سمحت لموسكو بتحقيق هدفها الأولي المتمثل في منع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
ونشر المعهد تحليلاً للعقيد الأميركي المتقاعد روبرت هاملتون، بالتزامن مع اقتراب الذكرى السادسة للتدخل العسكري الروسي في سوريا تحت عنوان “حروب روسيا الأبدية: سوريا والسعي لتحقيق مكانة القوة العظمى”، أكد من خلاله أن الكرملين أعاد تأسيس نفسه كلاعب في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط.
وأشار الكاتب إلى أن النقاد كانوا يشيدون بانتصارات روسيا في سوريا، ولكن بعد أربع سنوات من هذه التصريحات المبكرة لا يزال جزء كبير من سوريا خارج سيطرة روسيا وحلفائها، الذين يبدو أنهم ليس لديهم فكرة عن كيفية تحويل نجاحهم العسكري الأولي إلى انتصار سياسي.
وأوضح أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة بوجود عسكري صغير ولكنه قوي، لا تزال تسيطر على الثلث الشمالي الشرقي من البلاد، في حين تسيطر حامية أميركية والمنطقة الأمنية المحيطة بها على منطقة النتف الحرجة، حيث تلتقي الحدود السورية والأردنية والعراقية.
ورأى العقيد الأميركي المتقاعد، أن صراع روسيا لإخراج نفسها من سوريا يمثل مشكلة، كما أن ضجر الشعب الروسي المتزايد من مغامرات الكرملين الخارجية هو مشكلة كبرى.
ولفت إلى أن “صراع الكرملين للخروج من الحرب السورية ليس معضلته الجيوسياسية الوحيدة”، موضحاً أن الوجود الروسي غير المعترف به ولكن الواضح في أوكرانيا معضلة أخرى دخلت عامها السابع، وقد تجبر الفوضى التي خلفتها الولايات المتحدة بعد الانسحاب من أفغانستان موسكو أيضاً على زيادة وجودها العسكري في آسيا الوسطى.
وشدد على أنه “ما لم تكن موسكو قادرة على موازنة رغبتها في الحصول على مكانة قوة عظمى مع القدرة على معالجة مخاوف الشعب الروسي، فقد تجد دخولها في الجغرافيا السياسية عالية المخاطر أكثر تكلفة مما كان متوقعاً”.
والجدير بالذكر أن وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، أكد على أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قد منع سقوط النظام السوري،
مبينا تعطيله لخطة ثلاثية أمريكية فرنسية بريطانية لمحاسبته على استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الدمشقية، فقد بات يعلم العالم أجمع بأن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية هما من أبقيا على بقاء الأسد في السلطة، و المتسببين الرئيسيين في تدمير البنية الاجتماعية للشعب السوري. بقلم صدام السوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.