الحسكة – حمزة المنديل
تنتظر هديل ذات الخمسة أعوام برفقة اخيها الذي يكبرها بعامين أمام أحد خزانات المياه في الحي، للحصول على لترات قليلة من مياه الشرب لمنزلها القريب.
عوضا عن الذهاب إلى المدرسة والروضة أو حتى اللعب كبقية الأطفال، يقضي أطفال الحسكة معظم أوقاتهم أمام خزانات المياه الموزعة في الأحياء، ينقلون منها ما يحول بينهم وبين العطش من مياه الشرب.
صيف حار وموجات أكبر من الحرارة حذرت منها الأرصاد الجوية في المنطقة، يواجها أهالي الحسكة بساعات قليلة من كهرباء الاشتراكات ومياه الشرب التي أصبحت نادرة بالرغم من كثرتها.
أين نتوجه لمن يهمه أمرنا، عديت الخمسين وما شفت طول عمري مثل هذا العطش بمنطقتنا”، بألم وغصة لا تخفيها ملامح أبو محمد أحد سكان حي الصالحية، يروي لشبكة BAZ صعوبة تأمينه مياه الشرب لمنزله.
ويلقي باللوم الأكبر على القوى العسكرية والسياسية التي أدخلت مياه الشرب في ملف نزاعتها، وتركت الأهالي أمام خطر كبير على حد تعبيره في ظل عدم توفر مياه الشرب.
وعلق الشاب العشريني أحمد من حي العزيزية على توزيع المياه الذي يتم عن طريق البلدية وبعض المنظمات قائلاً “وساطات حتى بتوزيع المي وساطات، أنا معيل عائلة ومكلف كل يومين بتوفير المياه لتسع أشخاص، قدمت عشرين طلب على البلدية لكن لا حياة لمن تنادي”.
وأضاف أحمد لشبكة BAZ أن كل الاهتمام من بلدية المنطقة والمنظمات ينصب على حي المفتي، اذ يحصل هذا الحي على دعم متكرر في تعبيد الطرق والنظافة وحتى توزيع الخبز والمياه، مستنداً بكلامه إلى المقارنة الحالية بين أحياء المدينة وحي المفتي الذي يعد مركز لكل المنظمات الغير حكومية في مدينة الحسكة.
وتعاني مدينة الحسكة منذ أربعة أعوام من انقطاع شبه تام لمياه الشرب الرئيسية من محطة علوك، وضعف في كوادر البلديات في تأمين بديل لها، غير أن الخيار البديل هو مياه الصهاريج التي يصعب تأمينها أو التأكد من مصدرها بالإضافة لسعرها المرتفع الثمن الذي يثقل كاهل الأهالي في مدينة الحسكة.