أحرار الشام، وتحرير الشام شتان مابين الثريا والثرى،

امتازت الثورة السورية مع بداية اندلاعها بأشهر قليلة، الى تشكيل الفصائل المسلحة لرفع الظلم، والذود عن الضعفاء والشرفاء من قبضة نظام الأسد الأمنية، وحماية المظاهرات السلمية فأخذت هذه التشكيلات الصغيرة سرعة كبيرة في هيكليتها وكثرة عديدها من المقاتلين المنضمين إليها لمحاربة النظام المجرم، ونيل حقوقهم في الحرية والكرامة، إلى أن تحولت إلى تشكيلات ذاع صيتها بحجم انتصاراتها وتقدمها على الأرض، مثل أحرار الشام وجيش التوحيد و فيلق الرحمن وجيش الفتح وجيش الإسلام، أسماء بدأت ترعب جيش النظام أينما وقعت معركة، وفي نفس الوقت الذي بدأت الانتصارات لهذه الفصائل تسجل في تاريخ الشعب السوري كبارقة أمل في التخلص من النظام الديكتاتوري، ظهرت التنظيمات المتطرفة التي عادت كل من حمل السلاح واعتبرته مرتدا وكفرت الثورة الشعبية لأحرار سوريا مع أنهم كانوا يتعرضون لشتى أنواع الظلم والقتل والتهجير، وسلطت عليهم الميليشيات الطائفية التي كانت تقتل على الهوية، فبرزت جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية تحت مسميات إسلاموية وايدولوجية القتل والتكفير،فجبهة النصرة وزعيمها الجولاني عملت على تفكيك أحرار الشام وإعتقال عناصرها ونفيهم إلى غير مناطق، واتبعت أجندة خاصةً بها اعتمدت فيها إخضاع كافة الفصائل المقاتلة ضد النظام وتفكيك جيش الفتح الذي كان يعتبر من أشرس الفصائل المقاتلة، في تنفيذ واضح لأجندات النظام وتميزها بطابع العمالة للنظام وغيره، فعلى الأقل هذا ماأثبتته خلال فترة سيطرتها الحالية على مناطق الشمال،فبعيدا عن انتصارات الثورة السورية وتحقيقها لأكبر النتائج على الأرض، عمدت كلا من تحرير الشام وتنظيم داعش إلى أسلمة الثورة السورية بشكل متعمد ومقاتلة المعارضة المعتدلة تحت ذريعة الردة والكفر، لإبعاد المجتمع الدولي عن دعم ثورة الشعب السوري، وترك بصمات تخيفه وتسبب له القلق، فأين جبهة تحرير الشام وزعيمها الجولاني أمام مايحصل في جبل الزاوية، ودرعا البلد،فللخيانة علامات وعلى الشعب السوري وفصائل المعارضة في الشمال وفي كل مكان أن يوحدوا الصفوف لقتل العميل قبل المحتل، كجبهة النصرة العميلة وغيرها، فهل يعود التاريخ من جديد ويقول شتان ما بين أحرار الشام وتحرير الشام،

خاص بقلم صدام السوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.