شعر النقائض معركة بلا سلاح وقلوب يملؤها الود،،

انتشر هذا النوع من الشعر في العصر الأموي. بين الشاعر الفرزدق وجرير فهما يتبادلان الشعر في المدح والهجاء ضمن وزن وقافية واحدة وفيه تظهر السخرية وكشف أخطاء الآخر والمقارنة والمدح والفخر والاعتذار والهجاء
من هما الشاعران :
١الفرزدق :الفرزدقُ هو همّام بن غالب بن صعصعة المولود في البصرة في السنة العشرين للهجرة، أمّا أمّه فهي ليلى بنت حابس أخت الأقرع بن حابس، وهو صحابيّ جليل كان من أشراف العرب في العصر الجاهليّ ٢جرير:جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي (33 هـ – 110 هـ/) شاعرُ من بني كليب بن يربوع من قبيلة بني تميم
أبرز قصائد النقائض :
يقول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائــــــــمهُ أعزُ وأطولُ

بيتاً زُرارة محتبٍ بفنائِـــــــه ومجاشع وأبو الفوارس نهشلُ

لايحتبي بفناء بيتك مثلهـــــم أبداً إذا عد الفعـــالُ الأفضـــلُ

فيرد عليه جرير بقوله :
أخزى الذي سمك السماء مجاشعاً وبنى بناءك في الحضيض الأسفَلٍِِِ

بيتـــــاً يحمحم قينكـــــم بفنائـــــهِ دنســاً مقاعــده خبيــــث المدخَـــلٍِِِ

قُتل الزبير وأنت عاقـدُ حبوةٍ تبـاً لحـبـوتـك التـي لـم تحــلـلِ

وافاكَ غدرُكَ بالزبير على منى ومجر جعثـنـكم بذات الحرملِ

بات الفرزدق يستجيـر لنـفـسه وعجان جعثن كالطريقِ ِالمُعمِلِ

ويقول الفرزدق:

حُـلـُلُ المُلوكُ لباسُنا في أهلنا والسابغاتِ إلى الوغى نتسربلُ

فيجيبه جرير:

لا تذكروا حلـلَ الملوكِ فإنكم بعد الزبيرِ كحائض ٍ لم تغـْسِـلِ

ويقول الفرزدق:

أحلامنا تزن الجبال رزانة ً وتخـــالُـنــا جنـــًا إذا مانجهــلُ

أنا لنضرب رأس كل قبيلةٍ وأبـوك خـلف أتــانـه يــتـقمــلُ

فيجيبه جرير:

أبلغ بني وقبانَ أن حلومَهُم خَفـتْ فلا يزنـونَ حبَـةَََ َخردَلِ

وبقيت هذه المعركة بين الشاعرين طيلة حياتهم وعندما مات الفرزدق حزن عليه جرير فرثاه جرير بشعر جميل عبر عن الود والحب والإحترام بينهما بقوله :

لَعَمرِي لَقَدْ أشْجَي تَمِيماً وَهَـدَّهَا عَلَى نَكَبَاتِ الدَّهْرِ مَوْتُ الفَـرَزْدَقِ

عَشِـيَّةَ رَاحُـوا لِلفِـرَاقِ بِنَعْشِـهِ إلَى جَدَثٍ فِي هُوَّةِ الأَرْضِ مَعْمَـقِ

لَقَدْ غَادَرُوا فِي اللَّحْدِ مَنْ كَانَ يَنْتَمِي إِلَى كُلِّ نَجْـمٍ فِي السَّمَاءِ مُحَـلَّقِ

ثَوَى حَامِلُ الأثْقَالِ عَنْ كُلِّ مُغْـرَمٍ وَدَامِغُ شَيْطَانِ الغَشُـوْمِ السَّمَـلَّقِ

عِمَـادُ تَمِـيْمٍ كُـلُّهَا وَلِسَانُـهَا وَنَاطِقُهَا البَذَّاخُ فِي كُـلِّ مَنْطِـقِ

فَمَنْ لِذَوِي الأَرْحَامِ بَعْدَ ابْنِ غَالِبٍ لِجَارِ وَعَانٍ فِي السَّلاَسِـلِ مُـوَّثِقِ

فكان الشاعران يحبان بعضهما رغم مايدور بينهما من سجال ومعارك شعرية دامت طيلة حياتهم

بقلم : مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.