الجامع العمري هو أحد الجوامع الأثرية المنتشرة في مدينة درعا ويقع وسط المدينة القديمة وهو بناء أثري يرجع للفترة الإسلامية ويعود باسمه إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أمر ببنائه عند زيارته للشام وبعد عمليات الترميم المتعددة والشاملة التي غيرت شكل بنائه القديم فأصبح بمخططه الحديث عبارة عن نسخة مصغرة عن الجامع الأموي الكبير بـدمشق من حيث احتوائه على حرم للصلاة و صحن خارجي مكشوف و مئذنة مربعة وبقي المسجد تحفة جميلة ترمز لفترة الخلفاء الراشدين وله قصة عشق أزلي في قلوب حوران عامة وأهل درعا خاصة وعندما بدأ الحراك الشعبي ضد النظام السوري القمعي انطلقت شرارة الثورة بالتكبيرات منه فكان رمزا للثورة السورية التي حطمت جدران الخوف التي بقيت مكبوتة منذ أحداث مجزرة حماه فقام النظام بالرد على المتظاهرين بالنار واعتقل المعتصمين داخل المسجد وبالدبابات قصف نظام الهمجية المنفلتة مئذنة الجامع العمري ليصيب مكانا حافلا بالرموز الحضارية والروحية والإنسانية ومئذنته التي هدمها جنود الطاغية هي أول مئذنة تبنى في بلاد الشام ولأنه أول مكان احتضن الثورة السورية وهي في مهدها فمن ابوابه خرجت الموجة الأولى من مظاهرات العزة والكرامة وعلى جدرانه سقط أول الشهداء وعلى بساطه عولج أول الجرحى
فهذه الجريمة النكراء تزيد لدى السوريين العزم على الخلاص من نظام لا يمت إلى الحضارة والإنسانية بصلة فعلى كل عربي ومسلم وكل من ينتمي إلى الحضارة الإنسانية أن يواجه هذا النظام القمعي بالغضب والاستنكار الشديد وأقلها الإدانة لمجازر نظام اعتاد على سفك دماء السوريين.