للخليفة يزيد بن معاوية. فمن هو يزيد : يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثاني خلفاء بني أمية بدأ خلافته بعشق جارية أسمها سلامة وانتهت خلافته بل وحياته بسبب عشقه لجارية أخرى أسمها حبابة. يروى أن قصته كانت على هذا النحو التالي: كان يزيد هذا يحب حظيه من حظاياه يقال لها حبابة وكانت جميلة جدًا وكان قد اشتراها في زمن أخيه بأربعة آلاف دينار من عثمان بن سهل بن حنيف فقال له أخوه سليمان : لقد هممت أن أحجر يديك فباعها فلما أفضت إليه الخلافة … قالت امرأته ( سعدة) يومًا: يا أمير المؤمنين هل بقي في نفسك من أمر الدنيا شيء قال: نعم حبابة فبعثت امرأته فاشترتها له ولبستها وصنعتها وأجلستها من وراء الستارة وقالت له أيضًا: يا أمير المؤمنين هل بقي في نفسك من أمر الدنيا شيء. قال: أوما أخبرتك قالت: هذه حبابة وأبرزتها له وأخلته بها وتركته وإياها فحظيت الجارية عنده وكذلك زوجته أيضًا. فقال يومًا: اشتهي أن أخلو بحبابة في قصر مدة من الدهر لا يكون عندنا أحد ففعل ذلك وجمع إليه في قصره مع حبابة وليس عنده أحد وقد فرش له بأنواع الفرش والبسط الهائلة والنعمة الكثيرة السابغة فبينما هو معها في ذلك القصر على أسر حال وأنعم بال وبين أيديهما عنب يأكلان منه رماها بحبة عنب وهي تضحك فشرقت بها وماتت.فمكثت أيامًا يقبلها ويرشفها وهي ميتة حتى أنتنت وجيفت فأمر بدفنها فاما دفنها أقام أياما عندها على قبرها هائمًا ثم رجع فما خرج من منزله حتى خرج ميتا حزنا عليها وقال فيها: أراك طروباُ والهاً كالمتيم تطوف بأكناف اتجاه المخيمِ أصابك سهم أم بليت بنظرة فما هذه إلا سجية مــن رمي على شاطيء الوادي نظرت حمامة فطالت على حسرتي وتندمي خـذوا بدمي منها فـإنـي قتيلها وما مقصدي إلا تجود وتنعـمي ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها ولكن سلوها كيف حل لـها دمي ولا تحسبوا أني قتلت بصارم ولكن رمتني من رباها بأسهم مهــذبة الألفـاظ مكيـة الحشـــا حجــازية العيـنين طائيــة الفمِ أغــار عليـها من أبيــها وأمهــا ومن خطوةالمسـواك إن دار بالفمِ أغــار على أعطافها من ثيابـــها إذا لبستها فـوق جسم منعـمِ وأحســد أقداحا تقبــل ثغـرهـا إذا أوضعتها موضـع اللثم بالفمِ ولـما تلاقينــا وجدت بنانها مخضبة تحكي عصارة عندمي فقلت خضبـت الكـف بعدي أهكذا يكون جــزاء المستهـام المتيمِ فقالت وأبــدت في الحشا حرق الجوى مقــاله من في القول لم يتبرم وعيشك ما هذا خضأباً عرفته فلا تـك بالـبهتـان والزور متهم ولكنني لمــا وجـدتك راحلا وقـد كنت لي كفي وزندي ومعصمي بكيت دم يوم النــوى فمسحتــه بكفـي فحمـرت بننـاي مـن دمـي ولو قبـل مبكـاها بكيـت صبابة لكنت شفيـت النفس قبـل التندمِ ولكن بكت قبـلي فهيجـني البكا بكاها فقلت الفضــــل للمتقدم بكيـت على مـن زين الحسن وجهها وليس لـها مثلا بعـرب وأعجمي أشارت برمش العيـن خيفـة أهلها إشـارات محزون ولــم تتكلم فأيقنـت أن الطرف قد قال مرحبا وأهلاً وسهلاً بالحبيـب المتيمِ فكانت هذه القصة من أروع ما نقل عن الحب والغزل والرثاء لمحبوبة بموتها فجعت قلب عاشقها وأحرقه فراقها.